أخبار

الوجود الأمريكي في دمشق يمهّد لتحالف سوري–إسرائيلي جديد

الوجود الأمريكي في دمشق يمهّد لتحالف سوري–إسرائيلي جديد

بدأت الولايات المتحدة، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" عن ستة مصادر مطلعة، بإنشاء قاعدة جوية في العاصمة السورية دمشق، في خطوة تهدف إلى تمكين اتفاق أمني تعمل واشنطن على التوسط فيه بين سوريا وإسرائيل، ضمن إطار إعادة التموضع الاستراتيجي بعد سقوط نظام بشار الأسد العام الماضي.


وقالت المصادر، وبينها مسؤولان غربيان ومسؤول في وزارة الدفاع السورية، إن الخطط الأمريكية لإقامة وجود عسكري في القاعدة لم يُكشف عنها سابقًا، وتشير إلى تحوّل نوعي في العلاقات السورية–الأمريكية بعد تولي الرئيس أحمد الشرع الحكم وابتعاد دمشق عن محور طهران.


وتقع القاعدة في منطقة تعتبر بوابة الجنوب السوري، حيث يُتوقع أن تُقام منطقة منزوعة السلاح ضمن اتفاق عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل، يجري التفاوض عليه برعاية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


وأكدت "رويترز" أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) سرّعت خلال الشهرين الماضيين من تحضيراتها في القاعدة عبر طلعات استطلاع جوية لتقييم جاهزية المدرج لاستقبال الطائرات العسكرية. كما نقلت عن مصدر عسكري سوري قوله إن المباحثات التقنية بين الجانبين تركزت على استخدام القاعدة لأغراض لوجستية ورقابية وإنسانية مع احتفاظ سوريا بسيادتها الكاملة على المنشأة.


وأشار أحد عناصر الأمن في مدخل القاعدة إلى أنّ طائرات نقل أمريكية من طراز C-130 هبطت مؤخرًا ضمن "اختبارات تشغيلية"، دون أن يُحدد موعد وصول الطواقم الأمريكية بشكل رسمي.


وتأتي هذه الخطوة في وقت تحتفظ فيه الولايات المتحدة بوجود عسكري شمال شرق سوريا لدعم "قوات سوريا الديمقراطية" في محاربة تنظيم الدولة (داعش)، حيث خفضت واشنطن عدد قواتها هناك إلى نحو ألف جندي في نيسان الماضي.


وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد أكد في تصريحات سابقة أن أي وجود عسكري أجنبي في سوريا يجب أن يتم ضمن اتفاق رسمي مع الدولة السورية، وهو ما يبدو أنه يتحقق حالياً عبر المفاوضات الجارية بشأن القاعدة الجديدة.


وفي السياق ذاته، كشفت "رويترز" أنّ خطة إنشاء الوجود الأمريكي في دمشق نوقشت خلال زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) الأدميرال براد كوبر إلى دمشق في 12 أيلول/سبتمبر الماضي، حيث التقى مع المبعوث الأمريكي توماس باراك والرئيس الشرع، وبحثوا التعاون في مكافحة الإرهاب وترسيخ الاستقرار الإقليمي.


ويتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة لقاءً رسمياً في واشنطن بين الرئيسين ترامب والشرع، لبحث الاتفاق الأمني المرتقب بين سوريا وإسرائيل، وسط مؤشرات على أن واشنطن تمارس ضغوطاً على دمشق لإنجاز الاتفاق قبل نهاية العام الجاري.


وبحسب خبراء تحدثت إليهم الوكالة، فإن القاعدة الجديدة ستكون جزءًا من إطار أوسع لإعادة بناء الترتيبات الأمنية في الشرق الأوسط، مع احتمال انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، بما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون العسكري بين دمشق وواشنطن.

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة