تحول تاريخي في كهرباء سوريا: صفقات بمليارات الدولارات تعيد الأمل بالطاقة المستقرة

شهدت سوريا تحولاً هو الأكبر في قطاع الكهرباء منذ سنوات، بعد توقيع سبع صفقات استراتيجية تهدف إلى إنعاش الشبكة الوطنية وفتح الباب أمام استثمارات إقليمية ودولية بمليارات الدولارات.

وقّعت الحكومة السورية اتفاقاً هو الأضخم في تاريخ البلاد، بلغت قيمته 7 مليارات دولار مع مجموعة "أورباكون" القطرية، لتوليد 5000 ميغاواط من الكهرباء عبر أربع محطات غازية في دير الزور، محردة، زيزون، وتريفاوي، إضافة إلى محطة طاقة شمسية بسعة 1000 ميغاواط في منطقة وديان الربيع.

كما شملت الاتفاقات صفقة الربط الكهربائي مع تركيا، تتضمن استكمال خط 400 ك.ف لتوريد 1000 ميغاواط من الكهرباء التركية، إلى جانب 6 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً لدعم الشبكة السورية.

وفي إطار التعاون الإقليمي، وُقّع مشروع سعودي-سوري لتطوير محطات الطاقة الشمسية وأنظمة التخزين بسعة 1000 ميغاواط، ضمن خطة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، إضافة إلى مشروعات طاقة رياح بقدرة 1500 ميغاواط تنفذها شركات سعودية ضمن استراتيجية تنويع مزيج الطاقة في البلاد.

وشهدت المبادرة الدولية المسماة "إحياء الكهرباء في سوريا" مشاركة شركات عالمية بارزة مثل "كاليون إنرجي" وجنكيز إنرجي و"باور إنترناشيونال"، بهدف دعم مشاريع الطاقة المتجددة وإعادة بناء البنية التحتية الكهربائية.

كما أعلن البنك الدولي عن تمويل بقيمة 146 مليون دولار لإعادة تأهيل شبكة الكهرباء السورية، بما يشمل إصلاح خطوط 400 ك.ف المتضررة وربط سوريا مجدداً بكل من الأردن وتركيا.

وعادت إحدى أكبر محطات الكهرباء في البلاد للعمل بكامل طاقتها لأول مرة منذ 13 عاماً، في مؤشر على تحسن فعلي في كفاءة التوليد وتزايد الاهتمام الدولي بقطاع الطاقة السوري.

تستعد الجهات الحكومية وشركات الطاقة لبدء تنفيذ المشاريع مطلع العام المقبل، وسط توقعات بارتفاع الإنتاج الكهربائي تدريجياً وتحسّن ملموس في التغذية خلال 2026.