مرحلة جديدة في العلاقات اللبنانية السورية: تبادل دبلوماسي وعودة التواصل الرسمي

يستعد لبنان وسوريا لاستئناف التبادل الدبلوماسي قريبًا، في خطوة تُعدّ مؤشرًا على دخول العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة من التعاون بعد سنوات من التباين والتوتر.

وقال نائب رئيس الوزراء اللبناني طارق متري في مقابلة مع تلفزيون لبنان الرسمي إن "العلاقات بين البلدين خلال العقود الخمسة الماضية كانت غير متكافئة وشهدت الكثير من الإشكاليات التي شكا منها معظم اللبنانيين"، مشددًا على أن "الفرصة اليوم سانحة لبناء علاقات جديدة قائمة على الندية لا على الوصاية".

وأوضح متري أن المرحلة الراهنة تمهّد لفتح صفحة بيضاء بين بيروت ودمشق، مشيرًا إلى أن التبادل الدبلوماسي المرتقب سيجسّد روح التعاون المتوازن ويؤسس لعلاقات قائمة على التكافؤ والاحترام المتبادل.

وفي ما يتعلق بملف السجناء السوريين في لبنان، أعرب متري عن أسفه لأن "كثيرين منهم لا يزالون رهن التوقيف من دون محاكمة"، معتبرًا أنه "لا مبرر لاستمرار احتجازهم لسنوات"، ومؤكدًا ضرورة إيجاد تسوية قانونية وإنسانية عادلة بعد سقوط صفة الإرهاب عن بعض الموقوفين المنتمين سابقًا إلى فصائل معارضة.

أما في ملف اللاجئين السوريين، فأكد متري أن لبنان لا يسعى إلى توطينهم، بل يعمل على تنظيم عودتهم إلى بلادهم تدريجيًا، مع الإبقاء على من يحتاجهم سوق العمل اللبناني في القطاعات الإنتاجية.

وتأتي هذه التصريحات في ظل تنامي مؤشرات التقارب اللبناني – السوري، بعد حادثة تسريب صور جوازات وفد دبلوماسي سوري الشهر الماضي، التي دفعت السلطات اللبنانية إلى توقيف عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي، والتشديد على احترام الأعراف الدبلوماسية في التعامل مع دمشق.

وتتوقع مصادر سياسية أن يشهد الأسبوع المقبل إعلانًا رسميًا لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين، في خطوة قد تفتح الباب أمام تعاون اقتصادي وأمني أوسع خلال المرحلة المقبلة.