سجّل سوق الذهب في سوريا اليوم الأربعاء ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار، متأثراً بالقفزة العالمية في سعر الأونصة التي تجاوزت 4113 دولاراً، نتيجة اتساع توجه المستثمرين نحو الذهب كأداة تحوّط رئيسية ضد التضخم وتقلبات الأسواق.
وأكد مدير عام الهيئة العامة لإدارة المعادن الثمينة مصعب الأسود أن السوق المحلية تشهد استقراراً نسبياً في المعروض بفضل الاستيراد النظامي اليومي للذهب عبر مطاري دمشق وحلب، موضحاً أن لجنة مختصة من خبراء الذهب تتولى تسعير المعدن فور تحرّك سعر الأونصة في السوق العالمية، مع مراعاة العرض والطلب في السوق السورية. وأضاف أن الأسعار المحلية قد تتجاوز العالمية بدولار أو دولارين عند زيادة الطلب.
ويعكس هذا الارتفاع، بحسب الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور زكوان قريط، تحولاً عالمياً في المزاج الاستثماري، إذ تدفع السياسات النقدية التوسعية وخفض الفائدة المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول التقليدية كالسندات والأسهم، والتوجه إلى الذهب كملاذ آمن. وأوضح أن ضعف الدولار الأميركي والتضخم المرتفع من أبرز العوامل التي رفعت الطلب على الذهب عالمياً، محذراً من أن استمرار الصعود يشكّل عبئاً على الاقتصاد السوري ويقلل من قدرة المواطنين على الادخار.
وفي السياق ذاته، أشار الخبير الاقتصادي سليمان شعبان إلى أن الأسواق المالية تشهد تحولات استراتيجية مع اتجاه الصين ودول أخرى لتقليص الاعتماد على الدولار الأميركي، ما أسهم في زيادة الضغط على العملة الأميركية وتعزيز مكانة الذهب كاحتياطي آمن.
ويتوقع خبراء الاقتصاد أن يواصل الذهب صعوده خلال الفترة المقبلة مدعوماً بالتوترات الاقتصادية العالمية، فيما تعمل هيئة المعادن الثمينة في سوريا على ضبط التسعير اليومي لضمان استقرار السوق المحلية وتلبية الطلب دون نقص في الكميات.
تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News