أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني أن الروابط التي تسعى الحكومة لبنائها مع روسيا تتضمن مفهوم العدالة الانتقالية ومحاسبة مجرمي النظام السابق، مشدداً على أهمية تحقيق التوازن في العلاقات الدولية ضمن نهج الانفتاح الجديد الذي تنتهجه الدبلوماسية السورية.
وأوضح الشيباني، في مقابلة خاصة مع قناة الإخبارية السورية بُثت مساء السبت، أن سوريا تدخل مرحلة جديدة من الحوار والانفتاح بعد سنوات من العزلة والتأزم السياسي، واصفاً التحول في السياسة الخارجية بأنه “تحول تاريخي” يعكس تضحيات الشعب السوري وطموحاته، مشيراً إلى أن وزارة الخارجية تمكنت من إيصال صوت السوريين في المحافل الدولية.
وبيّن الوزير أن العمل الدبلوماسي الحالي يركّز على مواجهة آثار العقوبات الاقتصادية التي ما زالت تؤثر في التنمية، موضحاً أن الدبلوماسية أصبحت ركيزة في إعادة الإعمار والدفاع عن مصالح السوريين. وأكد أن الحكومة بدأت خطوات عملية لمعالجة ملفات اللاجئين والمعتقلين، خاصة في لبنان، مشيراً إلى أن مشاركة سوريا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت “خطوة ضرورية ليسمع العالم رؤية الحكومة الجديدة”.
وأشار الشيباني إلى أن دمشق تسعى لتصحيح العلاقات مع لبنان بعد ما وصفه بـ"تشويه صورة سوريا هناك"، مؤكداً أن الاتفاقيات التي عقدها النظام السابق مع روسيا معلّقة ولا تقبل بها الحكومة الحالية. ولفت إلى أن العلاقات مع موسكو تمر بمرحلة إعادة تقييم هادئة ومنظمة، مشدداً على أن “كل الملفات التي تشغل السوريين تم طرحها مع الجانب الروسي”.
وفيما يتعلق بالشمال الشرقي، أكد الوزير أن دمشق ترى فرصة تاريخية لانضمام قوات سوريا الديمقراطية إلى مشروع الدولة الجديدة، مجدداً رفض الحكومة لأي شكل من أشكال التقسيم أو الفيدرالية، ومشيراً إلى أن إسرائيل تسعى لفرض واقع توسعي جديد في المنطقة تعمل الدبلوماسية السورية على التصدي له عبر القنوات الدولية.
وختم الشيباني حديثه بالتأكيد على أن ارتفاع سقف توقعات السوريين من الحكومة الجديدة يعكس ثقتهم بها، متعهداً بـ“العمل الدؤوب لتحقيق إنجازات ملموسة وتحسين الواقع المعيشي في المرحلة المقبلة”.