كشفت وثائق حصرية أن نظام دمشق باع ثلاث سفن شحن مملوكة للدولة — فينيقيا، لاوديسيا، وسوريا — عام 2023 لشركة أوفشور في جزر سيشل تُدعى “الهدى القابضة” مقابل دولار واحد لكل سفينة، وفق عقود حصل عليها موقع التحقيق.
وأظهرت الوثائق أن السفن بدّلت أسماءها وأعلامها عدة مرات بعد عملية البيع، كما عطّلت نظام التتبّع البحري (AIS)، وانضمت لاحقًا إلى ما يُعرف بـ “أسطول الظل” الذي يُتهم بنقل حبوب أوكرانية من مناطق خاضعة للسيطرة الروسية.
وتُشير السجلات إلى أن مدير شركة الهدى حينها، علي محمد ديب، مرتبط بشبكة واجهات اقتصادية تعمل لصالح النظام السابق، فيما انتقلت إدارة وتشغيل السفن لاحقًا إلى شركات على صلة برجل الأعمال السوري طاهر كيالي، الخاضع لعقوبات أميركية وأوروبية وبريطانية بتهم تتعلق بـ الاتجار بالكبتاغون.
ورصد التحقيق حركة السفن عبر صور أقمار صناعية ووثائق تسجيل رسمية، لتتبع مسارها بين موانئ اللاذقية، سيفاستوبول، الإسكندرية، ومضيق البوسفور، مستخدمة أعلامًا مزيفة وأسماء شركات متبدّلة لإخفاء هويتها الحقيقية.
ومن المتوقع أن يثير هذا الملف مزيدًا من التدقيق الدولي في أنشطة النقل البحري السوري، مع مطالبة جهات رقابية أوروبية بتوسيع العقوبات على الجهات المتورطة في “أسطول الظل”.