ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري أحمد الشرع في موسكو ملف القواعد العسكرية الروسية في سوريا، ضمن مباحثات شاملة تناولت أوجه التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي بين البلدين، بحسب ما أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وأوضح لافروف، في تصريح صحفي، أن المحادثات “تناولت جميع القضايا الاستراتيجية المطروحة بين الجانبين، بما في ذلك مستقبل القواعد الروسية في طرطوس وحميميم”، مشيراً إلى أن اللقاء جاء في إطار “رؤية متكاملة لإعادة تعريف العلاقات الثنائية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”.
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن ملف القواعد العسكرية كان مطروحاً ضمن جدول أعمال اللقاء، باعتباره جزءاً من التعاون الأمني والعسكري طويل الأمد بين موسكو ودمشق. وأضاف أن الجانبين ناقشا إمكانية توسيع استخدام هذه القواعد لأغراض إنسانية ولوجستية، بما يخدم المصالح المشتركة.
من جهته، شدّد الرئيس أحمد الشرع في مستهل اللقاء على عمق العلاقات التاريخية بين سوريا وروسيا، موضحاً أن دمشق “تحترم جميع الاتفاقيات الموقعة مع موسكو”، وتسعى إلى إعادة صياغة العلاقات السياسية والعسكرية بما يضمن استقلال القرار الوطني السوري ويحافظ على السيادة الكاملة للدولة.
وتأتي هذه التصريحات في ختام زيارة رسمية للرئيس الشرع إلى موسكو، جرى خلالها بحث ملفات التعاون في مجالات الطاقة وإعادة الإعمار والدفاع، في ظل توجه البلدين نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية ومراجعة التفاهمات العسكرية السابقة.
يُذكر أن روسيا تمتلك قاعدتين رئيسيتين في سوريا: قاعدة طرطوس البحرية التي أنشئت عام 1971 وتم تطويرها لتصبح قاعدة متكاملة للأسطول الروسي، وقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، التي تأسست عام 2015 مع بدء التدخل العسكري الروسي المباشر.
وفي السياق، وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 6993 مدنياً بينهم 2061 طفلاً و984 سيدة على يد القوات الروسية منذ تدخلها في سوريا عام 2015 وحتى سقوط نظام الأسد في كانون الأول 2024، إضافة إلى 363 مجزرة و1262 اعتداءً على منشآت مدنية، بينها مدارس ومستشفيات وأسواق.
ويتوقع مراقبون أن تسفر المحادثات الروسية-السورية عن إعادة تنظيم الوجود العسكري الروسي في سوريا خلال المرحلة المقبلة، بما يتوافق مع التحولات السياسية والأمنية بعد نهاية الحرب، فيما لم تصدر موسكو أو دمشق تفاصيل إضافية حول أي تفاهمات جديدة حتى الآن.