انتقد الصحفي السوري محمد السلوم، الثلاثاء، حملة طلاب الدراسات العليا في كلية الآداب بجامعة حلب، التي شملت جمع كتب تعود إلى حقبة النظام البائد تمهيداً لإتلافها، معتبراً أن هذا التصرف يعكس "ردّة فعل انفعالية" لا تليق بالمؤسسات الأكاديمية، وتتناقض مع الدور العلمي والبحثي للجامعات.
وأوضح السلوم في منشور عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي أن "مهمة طلاب الدراسات العليا ليست التخلص من كتب النظام السابق، بل دراستها وتحليلها لفهم كيف بنت الديكتاتورية لغتها وأساليبها في الإقناع"، مضيفاً أن "المعرفة لا تُحرق، بل تُفكّك وتُفهم حتى لا تعود أقوى بجهلنا بها".
وبيّن الصحفي أن المطلوب في المراكز العلمية هو التحليل لا الإتلاف، وأن على طلاب أقسام اللغة العربية والاجتماع والفلسفة والتاريخ تحويل هذا الإرث إلى مادة بحثية تكشف آليات السلطة والدعاية التي كرّسها النظام لعقود، بهدف بناء وعي نقدي يقي المجتمع من تكرار التجربة الاستبدادية.
ويأتي موقف السلوم في سياق نقاش أوسع داخل الوسط الأكاديمي السوري حول كيفية التعامل مع إرث النظام البائد في الجامعات، إذ يرى أن إتلاف الكتب "ليس حلاً معرفياً"، بل يفقد الباحثين فرصة لفهم جذور الاستبداد وأدواته الثقافية والإعلامية، مشيراً إلى أن "الجامعات ليست ساحات للمحاسبة السياسية بل فضاءات للفهم والتفكيك".
وأكد السلوم في ختام منشوره أن "الانتصار الحقيقي على الفكر الاستبدادي لا يتحقق بإحراق الكتب أو طمس الرموز، بل عبر تفكيك الخطاب وكشف منطقه الداخلي وآليات تأثيره"، داعياً إلى تحويل هذا الإرث الثقافي إلى أدوات تعليمية تسهم في دراسة كيفية بناء الديكتاتوريات وكيفية سقوطها.