وقّعت الشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء "عمران" عقدًا استثماريًا مع مجموعة "كيو بي زد" الإماراتية، لاستثمار مطاحن معمل إسمنت طرطوس المتوقّف منذ أواخر 2024، وفق نظام B.O.T لمدة عشر سنوات، ما يمثل انطلاقة جديدة لأحد أقدم معامل الإسمنت في سوريا.
وأوضح المدير العام لشركة "عمران"، محمود فضيلة، أن المشروع يقتصر على طحن وتعبئة مادة الكلينكر دون تشغيل الأفران، ما يجعله أكثر أمانًا بيئيًا وأقل تكلفة تشغيلية. ويتميّز المعمل بموقع استراتيجي قرب الميناء وخط السكة الحديدية، مع قدرة إنتاجية تصل إلى 8000 طن يوميًا، بعد منافسة شاركت فيها نحو عشرين شركة محلية وإقليمية.
وأكد رئيس نقابة عمال البناء والأخشاب في طرطوس، رشيد علي، أن المشروع لن يؤثر على العمال الحاليين، الذين يبلغ عددهم أكثر من 2750 عاملاً في المنطقة الساحلية، منهم 1100 بعقود دائمة، مشيرًا إلى أن تشغيل المطاحن لا يسبب أضرارًا كبيرة مقارنة بتشغيل الأفران السابقة.
ويأتي المشروع ضمن جهود الحكومة السورية لجذب الاستثمارات العربية والأجنبية لإحياء الصناعات الاستراتيجية، وعلى رأسها صناعة الإسمنت، التي تُعدّ ركيزة أساسية لمشاريع إعادة الإعمار.
وتعمل معامل الإسمنت في عدرا وحماة حاليًا بنحو 60% من طاقتها التصميمية، ما يبرز أهمية المشروع في تعزيز الإنتاج المحلي.
ويتوقع مراقبون أن دخول مجموعة إماراتية إلى هذا القطاع سيُسهم في عودة تدريجية لرؤوس الأموال الخليجية إلى السوق السورية، ويعزز الثقة في مستقبل الاستثمار الصناعي في البلاد، مع إمكانية توسّع مشاريع مماثلة في المستقبل القريب.