كشف وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، في مقابلة مع الإعلامي فريد زكريا على شبكة "CNN"، عن رؤيته لسوريا ما بعد الحرب، مؤكداً أنها ستكون دولة موحدة، مدنية، منفتحة على العالم، ومكرّسة للسلم الأهلي والمحاسبة. وأوضح أن بناء دولة قوية ومتصالحة هو الضمانة الحقيقية لأمن السوريين واستقرار المنطقة.
شدد الشيباني على أن الشعب السوري بعد سنوات من الاستبداد والحرب واللجوء يستحق بيئة آمنة ومستقرة، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على إعادة الثقة بين أبناء المجتمع وإرساء أسس دولة حديثة. وأوضح أن الخارطة السياسية الحالية، المدعومة بانتخابات وعمليات تشاورية واسعة، تمهد لمرحلة جديدة تتوج بكتابة دستور دائم يضمن التمثيل العادل لكل المكونات.
وصف الشيباني الموقف الأميركي تجاه دمشق منذ التحرير بأنه إيجابي، لافتاً إلى أن إعلان الرئيس دونالد ترامب رفع العقوبات حظي بترحيب واسع. ودعا إلى إلغاء ما تبقى من قوانين مثل "قيصر" و"دولة راعية للإرهاب"، مؤكداً أن رفع العقوبات شرط أساسي لعودة اللاجئين وتحريك التنمية الاقتصادية.
أكد الوزير أن الحكومة تسعى لبناء اقتصاد قوي يستقطب استثمارات المواطنين بدلاً من دفعهم للهجرة، مشيراً إلى أن الإعلان الدستوري الحالي يحظى بتأييد شعبي وأن الانتخابات المقبلة ستفتح الباب أمام دستور دائم يمثل الجميع. كما شدد على التزام الدولة بالسلم الأهلي والمحاسبة، معلناً تشكيل لجان لتقصي الحقائق في أحداث الساحل والسويداء، وانتقد التدخل الإسرائيلي الذي يعقد المشهد ويشجع المجموعات الخارجة عن القانون.
توقع الشيباني أن تكون سوريا خلال السنوات الخمس المقبلة آمنة ومستقرة، مع عودة اللاجئين وانفتاح على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعلاقات إيجابية مع دول الجوار. وأكد أن سياسة بلاده تقوم على عدم تهديد أحد في المنطقة، مشيراً إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة تناقض الرسائل الإيجابية التي ترسلها دمشق.
ورأى الشيباني أن الانتقال من مرحلة الحرب والانقسام إلى مرحلة الدولة المدنية الجامعة يتطلب تثبيت السلم الأهلي والانفتاح الدولي، معتبراً أن بناء دولة حديثة قادرة على استيعاب جميع السوريين هو الطريق الأقصر نحو إعادة الإعمار وتحقيق التنمية وعودة اللاجئين.