أخبار

جدل في السويداء بعد تعيين قيادة أمنية جديدة من قبل "اللجنة القضائية العليا"

جدل في السويداء بعد تعيين قيادة أمنية جديدة من قبل "اللجنة القضائية العليا"

أثار إعلان "اللجنة القضائية العليا" التابعة للرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين في السويداء، تعيين العميد شكيب أجود نصر قائداً لقوى الأمن الداخلي في المحافظة، جدلاً واسعاً، خاصة في ظل وجود قائد أمني رسمي مُعيّن من قبل الدولة السورية هو العميد أحمد الدالاتي.


وبحسب بيان اللجنة، جرى التعيين خلال اجتماعها المنعقد بتاريخ 6 آب 2025، وتم كذلك تكليف العميد أنور عادل رضوان معاوناً لنصر، "بناء على مقتضيات المصلحة العامة"، وفق نص البيان.


القرار قوبل بانتقادات واسعة، واعتبره متابعون محاولة لتشكيل هيكل أمني موازٍ لمؤسسات الدولة، ويعكس توجهاً من الرئاسة الروحية نحو إدارة ذاتية مفصولة عن الحكومة المركزية.


العميد شكيب نصر، المعيّن من قبل اللجنة، يُعد من الشخصيات المعروفة في أجهزة الأمن السوري، وقد شغل سابقاً مناصب في أفرع الأمن السياسي في طرطوس، دمشق، والحسكة، وكان رئيساً لفرع الأمن السياسي في طرطوس حتى عام 2018. كما توجه إليه منظمات حقوقية اتهامات تتعلق بانتهاكات جسيمة، تشمل التعذيب والفساد، وتصفية المعتقلين، وُصفت بعضها بأنها قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.


من جهته، كشف المعتقل السياسي السابق محمود الصالح في شهادة متداولة، أنه تعرض لتعذيب شديد على يد العميد نصر خلال فترة اعتقاله في فرع طرطوس عام 2019، حيث أمضى 23 يوماً في زنزانة انفرادية تحت التعذيب قبل نقله إلى فرع الفيحاء بدمشق.


إلى جانب التعيين الأمني، أعلنت اللجنة عن تشكيل مكتب تنفيذي مؤقت لإدارة شؤون المحافظة، وتكليف عدد من الأفراد بمهام إدارية، في خطوة وُصفت بأنها تمهيد لتشكيل إدارة محلية مستقلة عن الدولة.


وتثير هذه الخطوات مخاوف من تصعيد محتمل في السويداء، وسط توترات قائمة بين القوات الحكومية وبعض التشكيلات المحلية المسلحة، التي تطالب بإدارة ذاتية للمحافظة، وسط اتهامات بميل بعض قياداتها نحو الانفصال عن الدولة السورية.


ويرى مراقبون أن تعيين شخصية أمنية مثيرة للجدل مثل العميد نصر، في هذا التوقيت، قد يُسهم في عسكرة المشهد، ويزيد من تعقيد العلاقة بين الرئاسة الروحية في السويداء والحكومة المركزية في دمشق.

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة