جدّدت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، التابعة للشيخ حكمت الهجري في السويداء، دعوتها لوقف فوري لإطلاق النار وحقن الدماء، مؤكدة أنها لم تكن طرفًا في أي معركة عدائية، ولم ترغب في سفك الدماء.
وأكدت الرئاسة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية، أن علاقتها بالحكومة في دمشق "لم تنقطع ولن تنقطع"، ووصفتها بـ"العلاقة التوافقية القائمة على المصلحة والخير العام"، داعية لوقف الهجوم القسري واستباحة القرى والأرزاق، والعودة إلى الحوار بـ"سلام"، مشيرة إلى أن "أيادي الصلح لا تزال ممدودة لمداواة الجراح".
ورغم مطالبتها في وقت سابق من اليوم بتدخل دولي لحماية المدنيين، خلت النسخة الأخيرة من البيان من أي إشارة إلى الحماية الدولية. وكان الهجري قد حمّل "جهات أمنية وعسكرية" دخلت المنطقة بذريعة الحماية، مسؤولية القصف الذي طال القرى الحدودية، متهماً إياها بمساندة "العصابات التكفيرية"، ومؤكدًا رفضه القاطع لدخول الأمن العام إلى مناطقهم.
وورد في البيان عبارة أثارت جدلًا، إذ قال الهجري: "من يقاتلونا ويقتلون أبناءنا لم يكونوا أعداء لنا ولن يكونوا. وليست هذه معركتنا"، دون توضيح السياق الكامل للمقولة.
وأشارت الرئاسة الروحية إلى تأييدها لسيادة الدولة وتنظيم مؤسساتها عبر أبنائها الشرفاء، ورفضها للفصائل التكفيرية أو الخارجة عن القانون، مع دعمها لحلول سلمية تحفظ كرامة الأهالي.
وتزامن بيان الهجري مع اقتراب قوات الجيش السوري وفض النزاع من مدينة السويداء، وسط بسط سيطرتهم على معظم المناطق الغربية والشمالية من المحافظة، واحتدام المعارك لليوم الثاني، التي أوقعت أكثر من 30 قتيلًا وعشرات الجرحى من فصائل السويداء وعشائر البدو، إضافة إلى مقتل 18 جنديًا من الجيش، بحسب بيان وزارة الدفاع.
وأعلنت وزارة الدفاع إرسال تعزيزات عسكرية بالتنسيق مع وزارة الداخلية لفرض الأمن واحتواء التوتر، فيما شدد وزير الخارجية، أسعد الشيباني، على أن حمل السلاح من اختصاص الدولة، ورفض أي تدخل خارجي، مؤكدًا أن سوريا تستعيد موقعها في الساحة الإقليمية والدولية.
بدورها، حذّرت الأمم المتحدة من خطورة التصعيد، ودعت نائبة المبعوث الخاص نجاة رشدي إلى التهدئة وبناء الثقة، في حين عبّر وجهاء محليون وجهات أهلية عن ضرورة العودة إلى الحلول التوافقية الداخلية.