أخبار

أزمة سد الفرات: شبح الجفاف يهدد سوريا

أزمة سد الفرات: شبح الجفاف يهدد سوريا

تطلق "الإدارة الذاتية" صفارات الإنذار محذرةً من أن سد الفرات في الطبقة، ريف الرقة، على وشك الانهيار التشغيلي.

السبب الجذري لهذه الأزمة، وفقًا للإدارة، هو استمرار تركيا في "حبس" تدفقات المياه نحو الأراضي السورية.

هذا الإجراء، الذي يتعارض مع الاتفاقيات الموقعة، أدى إلى تداعيات كارثية على المخزون المائي الاستراتيجي لسوريا.

تداعيات عميقة ومخاطر متزايدة

تشير البيانات الصادرة عن الإدارة إلى استنزاف هائل قدره 5.5 مليار متر مكعب من مخزون السد، مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه بنحو سبعة أمتار.

هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات؛ إنها مؤشرات واضحة على تهديد وشيك يطال:

 * مياه الشرب: الخطر الأكبر يتمثل في تدهور جودة مياه الشرب، ما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد والتسمم، وقد سجلت بالفعل بعض الحالات.

 * الري والزراعة: تراجع المساحات المزروعة بالقمح والشعير والذرة أمر لا مفر منه، ما يهدد الأمن الغذائي في مناطق تعتمد بشكل كبير على الزراعة.

 * توليد الكهرباء: انخفضت قدرة السد على توليد الكهرباء بشكل كبير، حيث لا يولد حاليًا سوى 65 ميغاواط، مما ينذر بأزمة طاقة خانقة تزيد من معاناة السكان.

انتهاك الاتفاقيات الدولية: دعوات للتحرك العاجل

يؤكد الإداري في إدارة السدود، عماد عبيد، أن كمية المياه الواردة من تركيا تراجعت إلى حوالي 250 مترًا مكعبًا في الثانية. هذا الرقم هو أقل بكثير من الـ 500 متر مكعب المتفق عليها، والتي التزمت تركيا بضخها إلى سوريا والعراق. يضاف إلى ذلك فقدان كميات كبيرة من المياه بسبب التبخر وعمليات سحب المياه للري من محطات الخفسة والبابيري وقناة البليخ، مما يزيد من الضغط على الموارد المائية الشحيحة.

في ظل هذه التحديات الجسيمة، يطالب عبيد المجتمع الدولي بـتحرك عاجل لإلزام تركيا باحترام الاتفاقيات الدولية المتعلقة بتقاسم المياه.

فالوضع الراهن ينذر بكارثة حقيقية تتطلب استجابة سريعة وفعالة لتجنب المزيد من المعاناة الإنسانية في سوريا.

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة