أعلنت وزارة الداخلية السورية عن إلقاء القبض على أحد المشاركين في مجزرة "كرم الزيتون" المروعة بمدينة حمص.
جاء ذلك خلال عملية نوعية نفذتها الأجهزة الأمنية قبيل محاولة المتهم الفرار خارج البلاد. هذه العملية تندرج ضمن الجهود المستمرة لملاحقة مرتكبي الجرائم وتقديمهم للعدالة في سوريا.
وبثت الوزارة مقطعًا مصورًا يظهر فيه المقبوض عليه، ويدعى "حسن عبدو ضوا"، من سكان حي كرم الزيتون.
اعترافات صادمة تكشف حجم الفظائع
أقر "ضوا" خلال التحقيق بمشاركته في تنفيذ المجازر، موضحًا أنه كان ينتمي إلى "اللجان الشعبية" ويعمل بتنسيق مباشر مع عناصر من المخابرات الجوية، من بينهم شخص يُدعى مهند الحجي.
وفقًا لاعترافات "ضوا"، بدأت الأحداث بتاريخ 18 مارس 2012، عندما تلقى "الحجي" اتصالًا يفيد بوجود مجموعة مسلحة قرب منزل يُعرف باسم "أبو أحمد كرتون".
على إثر ذلك، تحركت مجموعة مسلحة بقيادة "الحجي" و"ضوا" نحو الموقع، ودخلوا منزلًا حيث قاموا بتصفية نحو 12 شخصًا من رجال ونساء وأطفال داخله. وأشار "ضوا" إلى منزل مهجور كموقع لهذه المجزرة.
كما أفاد "ضوا" بارتكاب مجازر أخرى في اليوم التالي قرب "بقالية الجولان"، حيث تم قتل تسعة أشخاص في منزل آخر أُحرق لاحقًا.
وتوالت بعد ذلك عمليات تصفية أخرى شملت 12 شخصًا، ثم 11، وصولًا إلى مجزرة راح ضحيتها 25 شخصًا، بينهم أفراد من عائلة "غنوم".
تأكيد لجرائم موثقة سابقًا
تأتي هذه الاعترافات لتؤكد ما وثّقه ناشطون وحقوقيون سابقًا عن أحداث مارس 2012، حيث ارتكبت مجموعات مسلحة موالية للنظام السابق مجزرة مروعة بعد اقتحام حي كرم الزيتون، الذي كان تحت حصار وقصف مدفعي لعدة أيام.
أكدت التقارير الحقوقية أن من بين الضحايا 7 أطفال و7 نساء، وأن بعضهم تم إعدامه ميدانيًا أو نُحر بأدوات حادة، ما اعتبرته منظمات حقوقية جريمة "تطهير عرقي."