الجيش السوري يبدأ التحول إلى مؤسسة مهنية تطوعية ويُلغي التجنيد الإجباري

كشفت وزارة الدفاع السورية عن خطة استراتيجية شاملة لإعادة هيكلة الجيش العربي السوري، تتضمن إلغاء نظام التجنيد الإجباري، وتأسيس جيش وطني حديث قائم على المهنية والتجنيد الطوعي، مع التركيز على الكفاءات الشابة والتعاون الدولي.

وأكد مسؤول العلاقات الإعلامية في الوزارة، عدي العبد الله، في تصريحات لقناة الجزيرة، أن الجيش السوري يمر بمرحلة تحوّل جذري نحو نموذج احترافي مرن قادر على الاستجابة لمتطلبات السيادة الوطنية والأمن الإقليمي، مشيراً إلى اعتماد معايير دقيقة لانتقاء المجندين الطوعيين، تشمل اللياقة البدنية والتحصيل العلمي والكفاءة الذهنية والسلوك الشخصي.

وأوضح العبد الله أن الوزارة تسعى لاستقطاب أصحاب المهارات العلمية والتقنية لدمج المعرفة التكنولوجية في قدرات الجيش، وتعزيز فعاليته في البيئات القتالية المعقدة. كما أشار إلى أن الخطة تشمل تحديث منظومة التدريب العسكري، بإدخال تقنيات رقمية وتطوير مناهج الأكاديميات العسكرية، بالإضافة إلى اعتماد دورات تخصصية جديدة، وآليات ترقية تستند إلى الكفاءة بدل الأقدمية.

وبيّن أن مشاورات متقدمة تُجرى مع دول صديقة لتطوير برامج تدريب مشترك وتبادل الخبرات، إلى جانب دعم فني ولوجستي، مع الالتزام الكامل بعدم المساس بالسيادة الوطنية.

ويأتي هذا التوجه ضمن اتفاق سياسي وعسكري بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقيادات الفصائل الثورية، نصّ على حل تلك الفصائل ودمجها ضمن الجيش الوطني الجديد، وتشكيل لجنة من كبار الضباط لرسم هيكلية القوات المسلحة. وأكد العبد الله أن الجيش الجديد سيعتمد معايير العدالة والاحترافية، داعياً الشباب للمشاركة في بنائه بوصفها مسؤولية وطنية.

في السياق ذاته، أفاد مصدر عسكري لقناة الجزيرة بتشكيل لجنتين مستقلتين لإدارة عملية تأسيس الجيش، الأولى للهيكلة برئاسة العميد عبد الرحمن حسين الخطيب، والثانية للتعيينات، إضافة إلى لجنة فرعية بدأت جرداً شاملاً للفصائل من حيث الأفراد والتسليح، تمهيداً لإدماجها في البنية الجديدة.

وتُعتبر هذه التغييرات مؤشراً على انطلاق مرحلة سياسية جديدة في سوريا ما بعد الأسد، تهدف إلى تأسيس جيش موحد يعكس تطلعات السوريين نحو الأمن والاستقرار، ويقطع مع سياسات القمع والانقسام التي سادت خلال حكم النظام السابق.