كشف الحاخام أبراهام كوبر عن تفاصيل زيارته إلى دمشق منتصف حزيران الجاري، برفقة القس جوني مور، حيث التقيا الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، في زيارة وُصفت بالمهمة على صعيد الحوار الإقليمي.
وأوضح كوبر أن اللقاء الذي جمعه بالرئيس الشرع واستمر ساعتين كان أبرز محطات الزيارة، مشيراً إلى أن الشرع يطرح رؤية شاملة لسوريا تسعى لاحتضان جميع مواطنيها، ويُظهر التزاماً حقيقياً ببناء السلام وإعادة سوريا إلى محيطها بعيداً عن قوائم العداء الإقليمي.
ووصف كوبر الرئيس الشرع بأنه "فريد من نوعه"، لما يتمتع به من إيمان بالتعايش بين مكونات المجتمع السوري، إلى جانب امتلاكه المهارات اللازمة لتحقيق سلام مع إسرائيل، لكنه أكد أن تحقيق ذلك يتطلب خطوات متبادلة تبدأ بخفض التصعيد.
وأشار إلى أهمية تثبيت اتفاق "فك الاشتباك" لعام 1974 الذي يرى أنه تضرر بفعل خروقات إسرائيلية بعد انهيار النظام السابق، مضيفاً أن سوريا تركز على استعادة الاستقرار على حدودها.
واقترح كوبر خلال الزيارة مشروعين: الأول يتعلق بمساعدة عائلات المفقودين السوريين من خلال تحليل الحمض النووي، والثاني يتناول التعاون في مجالات المياه والزراعة، اعتماداً على خبرات إسرائيلية في المناطق القاحلة المحيطة بدمشق.
وفي ما يخص مستقبل الجولان المحتل، استبعد كوبر عودته القريبة إلى سوريا، مرجّحاً بقاءه خارج أي اتفاق سلام في المرحلة الراهنة، لكنه اقترح تصوّراً بديلاً للجولان كموقع لمشاريع مشتركة تشمل السياحة والمخيمات التعليمية للأطفال من الجانبين.
ورأى أن الدعم الأميركي، خاصة من الرئيس السابق دونالد ترمب، يمكن أن يسرّع عملية السلام، لكنه أكد أن التقدم سيكون تدريجياً في حال غياب ذلك الدعم.
وختم كوبر بالإعراب عن تفاؤله الحذر تجاه قدرة الرئيس الشرع على قيادة سوريا نحو السلام، مشدداً على أهمية الحوار المباشر، ولو بحده الأدنى، كأداة لخفض التوترات، خاصة بعد تأثيرات هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر على المزاج الإسرائيلي.