أقدم مواطن تركي آدم ياريجي على إنهاء حياته حرقاً على طريقة التونسي محمد البوعزيزي على أبواب مقر ولاية هاتاي جنوب غربي تركيا، تنديداً بظروفه الحياتية الصعبة، حيث صرخ قائلاً قبل انتحاره "لم أعد أستطيع إطعام أطفالي"، وفق ما ذكرت فضائية ARTI التركية.
وحاول المارّة إسعاف ياريجي وإنقاذ حياته بعد أن سكب البنزين وأشعل النار بنفسه، لكنه فارق الحياة في مستشفى حكومي بمدينة هاتاي/أنطاكيا يوم أمس.
وبحسب أفرادٍ من عائلة التركي ياريجي، فإن الأخير كان قد حاول الانتحار أمام مقر ولاية هاتاي قبل نحو شهرين، لكنه تراجع عن ذلك بعد وعودٍ من مسؤولين محليين تعهدوا بتأمين فرصة عملٍ له مع بداية العام الجديد، الأمر الّذي لم يحصل، وفق ما أفاد شقيقه.
كما أن والدته قالت لوسائل إعلامٍ محلية إن "ابني انتحر نتيجة الفقر الشديد الّذي كان يعاني منه".
وياريجي والد لطفلين. وكتب أحد أصدقائه على توتير إنه "اقترض ثمن علبة كولا في عيد ميلاد ابنه قبل يومين".
وأدى انتحار ياريجي حرقاً لاندلاع غضبٍ شعبي على مواقع التواصل الاجتماعي. ووصل الأمر للمؤيدين بشدّة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقد نشر الفنان التركي المعروف والمؤيد لأردوغان، محسون قرمز غل، صورة ياريجي وكتب بجانبها منتقداً الحكومة "التي لم يساعده مسؤولوها" إنها "صورة يرثى لها، وتدمي القلوب. صورة الأب البائس والّذي لم يتمكن من إطعام أطفاله، فأحرق نفسه حتى الموت".
وغرد البرلماني التركي محمد علي أصلان مخاطباً الحكومة في تويتر: "أين أنتم؟ كنتم تقولون من لا يساعد جاره الجائع ليس منا؟".
ومن جهته قال صحافي تركي إن "حوادث الانتحار التي تحصل عادة كما فعل ياريجي، تحرّك حكومات البلاد وتُخرج السكان إلى الشوارع للتظاهر، لكن في تركيا هذا لا يحصل، ولا قيمة لحياتنا".
وكانت ولاية إقليم هاتاي قد أصدرت بياناً بعد وفاة ياريجي متأثراً بحروقه، كشفت فيه عن أن الرجل التركي "حاول إشعال النار بنفسه في وقتٍ سابق لأنه يعاني من مشاكل نفسية"، بينما التزم مسؤولو حكومة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم والّذي يقوده أردوغان، الصمت.
وتشهد تركيا منذ العام الماضي، ارتفاعاً في معدلات الانتحار تعود أسبابها إلى الفقر والبطالة خاصة وأن الليرة التركية فقدت أكثر من 30% من قيمتها أمام الدولار الأميركي منذ تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد قبل عامين.