في التاسع من أيار/مايو الفائت، أوقف جنودٌ إسرائيليون طاقماً تابعاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قرب بلدة الرفيد الحدودية في ريف القنيطرة، بينما كان الفريق يصوّر تقريراً حول مساعي الحكومة السورية لإعادة بناء الجيش بعد انهياره عقب سقوط بشار الأسد وتعرّض كثيرٍ من قدراته للتدمير على يد إسرائيل.
بحسب تقريرٍ نشرته «بي بي سي» يوم الأربعاء 3 حزيران، صادر الجنود معدات التصوير والهواتف، واقتادوا الصحفيين إلى نقطةٍ عسكرية مجاورة؛ حيث خضعوا لتفتيشٍ دقيق واستجواب استمر حوالى سبع ساعات.
شملت الإجراءات تفتيش السيارة، مراجعة المواد المصوَّرة، وتقييد أيدي بعض أفراد الفريق وتعصيب أعينهم، مع تهديداتٍ مباشرة في حال نشر أي لقطات أو تفاصيل عن المواقع العسكرية المصوَّرة.
ضمّ الفريق مراسل «بي بي سي» الخاص فراس كيلاني، مصوّر الهيئة في دمشق، اثنين من مكتب القناة في بغداد، وأربعة سوريين يعملون مع الطاقم.
وأشار التقرير إلى أنّ المنطقة التي جرى فيها التوقيف تخلو من أي وجود أمني سوري، باستثناء نقاط إسرائيلية منتشرة على المرتفعات القريبة من خط وقف إطلاق النار والجولان المحتل.
بعد انتهاء التحقيق، أُطلق سراح الصحفيين وأُعيدت إليهم هواتفهم في منطقة ريفية نائية قرب الحدود، من دون وسيلة تواصل أو تحديد دقيق للموقع، ليتمكنوا لاحقاً من متابعة طريقهم
نحو دمشق.