أخبار

تكريم نادر في سوريا: هل تبدأ مرحلة جديدة من الاعتراف بعد عقود من نكران الجميل؟

تكريم نادر في سوريا: هل تبدأ مرحلة جديدة من الاعتراف بعد عقود من نكران الجميل؟

دمشق، سوريا - في سابقة نادرة أثارت تفاعلاً واسعاً بين السوريين، جرى مؤخراً تكريم رمزي لمن تصدوا لمحاولة نهب المتحف الوطني في دمشق ليلة سقوط النظام السابق.

هذا الحدث، الذي يُعد غير مألوف في تاريخ سوريا الذي اعتاد على تهميش الوفاء ونكران الجميل، سلّط الضوء على عقود من الإهمال، الفساد، والنهب الممنهج الذي مارسته السلطة، لاسيما في ظل حكم عائلة الأسد.

عقود من البذخ في القصر مقابل بؤس الشعب

لأكثر من خمسين عاماً، منذ انقلاب حافظ الأسد وحتى الأيام الأخيرة لبشار الأسد، عانت سوريا من قهر وتهميش غير مسبوقين.

انصبّ اهتمام النظام على نهب مقدرات البلاد وجمع الثروات، بينما كان المواطن يُحرم من أبسط حقوقه في الكهرباء، الدواء، التدفئة، وحتى لقمة العيش.

في تناقض صارخ، عاش القصر الجمهوري حياة من البذخ المفرط. ففي الوقت الذي كان ملايين السوريين يقفون في طوابير للحصول على الخبز أو الوقود، كانت أسماء الأسد، زوجة الديكتاتور، تنفق ببذخ على أزيائها من أشهر الماركات العالمية.

ولم يتوقف الترف عند هذا الحد؛ فقد كشفت تقارير أجنبية عن إنفاق ابنتها زين الأسد مبالغ طائلة على أحذية رياضية فاخرة، في وقت لم يكن السوريون يملكون ثمن ربطة خبز.

فساد اقتصادي وتهريب ممنهج للثروات

لم يكن بشار الأسد مجرد "مجرم حرب" في نظر الكثيرين، بل أيضاً "لص محترف ومجرم اقتصادي". فقد راكم ثرواته عبر غسل الأموال، التهريب، السمسرة، الاحتكارات، والرشى، ونهب المال العام.

أظهرت تحقيقات دولية تورط نظامه في شبكات تهريب المخدرات والوقود، محققاً منها عائدات ضخمة، بينما كان الشعب يعيش تحت وطأة الجوع والحرمان.

لعبت أسماء الأخرس، زوجته والمصرفية السابقة، دوراً محورياً في إدارة هذه العمليات المالية القذرة.

وكشف تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" أن النظام نقل 250 مليون دولار نقداً إلى روسيا بين عامي 2018 و2019 على متن طائرات خاصة، لشراء عقارات فاخرة في موسكو، في وقت كان فيه البنك المركزي السوري يفتقر للدولار لتأمين احتياجات أساسية كاستيراد القمح والبنزين.

مكافأة الوفاء: بصيص أمل في زمن النكران؟

في بلد اعتاد على تهميش وتجاهل أصحاب المواقف النبيلة، جاءت هذه المكافأة لحماة المتحف لتكسر هذا النمط. لم يسبق لبشار الأسد أن منح مكافأة حقيقية لمنجز وطني، أو كرم أسر الجنود الذين قضوا في سبيل بقائه. كل ما كان يعنيه هو تأمين بقائه في الحكم وتضخيم أرصدته من الذهب.

هذا التكريم، غير المسبوق من حيث دلالته، أثار تفاعلاً كبيراً بين السوريين الذين اعتبروه إشارة، وإن كانت متأخرة، إلى أن زمن الصمت عن الوفاء ربما بدأ يتغير. فهل يمكن لمثل هذه المبادرات أن تمهد الطريق لتصحيح مسار في بلد أرهقته سنوات طويلة من الفس

اد والنهب؟

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة