في تطور أمني لافت، تمكنت الاستخبارات التركية من إحباط محاولة تهريب شحنة ضخمة من أجهزة النداء (البيجر) كانت في طريقها إلى لبنان، وذلك عبر عملية نوعية نُفذت في مدينة إسطنبول نهاية شهر أيلول/سبتمبر 2025.

ووفقاً لما نقلته صحيفتا Sabah وOdatv التركيتان، فقد جاءت هذه العملية بعد أيام قليلة من تفجيرات غامضة وقعت داخل لبنان، قيل إن أجهزة نداء استخدمت في تنفيذها، وسط تقارير تربط تلك الأحداث بضلوع جهاز الموساد الإسرائيلي.

العملية أسفرت عن ضبط 1300 جهاز بيجر، تم العثور عليها ضمن شحنة مخطط لها أن تغادر تركيا بتاريخ 27 أيلول، ما أثار شبهات قوية حول أهدافها المحتملة في الداخل اللبناني.

وأوضحت المصادر الإعلامية أن الاستخبارات التركية كانت قد حصلت على معلومات دقيقة بشأن الشحنة، لتبدأ حملة تفتيش مكثفة شملت المطارات والموانئ التركية، انتهت بالكشف عن المخطط.

المثير في الأمر أن أجهزة البيجر المضبوطة كانت ضمن مسار تهريب معقد، تضمن شركات وهمية مسجلة في بلغاريا والمجر وهونغ كونغ وتايوان، قبل أن تمر عبر إسطنبول كنقطة عبور مركزية، ما يشير إلى درجة عالية من التخطيط والتنسيق.

وفي مؤشر على أهمية القضية، ناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه الحادثة الأمنية الحساسة خلال لقائه مع رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي في كانون الأول/ديسمبر 2025، حيث أطلعه على تفاصيل مصادرة الشحنة، التي تم لاحقاً تدميرها.

هل كانت هذه الشحنة ستُستخدم في عمليات جديدة داخل لبنان؟

التساؤلات تتصاعد حول هوية الأطراف التي تقف خلف محاولة التهريب، وأهدافها، في وقت تعيش فيه المنطقة حالة من التوتر الأمني المتصاعد.