في تجربة أولى من نوعها، بدأ موظفو القطاع العام في سوريا استلام رواتبهم عبر تطبيق "شام كاش"، تطبيق الدفع الإلكتروني المعتمد حديثاً من وزارة المالية، لكن التجربة جاءت محمّلة بالتحديات، بدءاً من الطوابير الطويلة أمام مراكز الحوالات، وصولاً إلى مشكلات فنية ومحاولات احتيال إلكتروني.
ورغم إعلان وزارات ومؤسسات حكومية أن "شام كاش" سيحلّ أزمة الازدحام على الصرافات ويضمن وصول الرواتب بسهولة، فإن الواقع أظهر عكس ذلك.
موظفون في دمشق وحلب ودرعا تحدثوا عن ساعات انتظار أمام مكاتب "الهرم" و"الفؤاد"، وعمولات مرتفعة في بعض المراكز الخاصة، بل وظهور سماسرة يقدمون "خدمة استلام فوري" مقابل نسب تصل إلى 5% من الراتب.
إضافة إلى ذلك، ظهرت مشكلات تتعلق بتفعيل التطبيق بسبب ضعف الشبكة، وأخرى تتعلق بالأمان الرقمي، إذ حذر مختصون من أن التطبيق لا يتوفر على متاجر التطبيقات الرسمية، ولا يملك سياسة خصوصية واضحة، ما يثير مخاوف بشأن حماية البيانات الشخصية.
كما وثّق موقع "تلفزيون سوريا" محاولات نصب عبر منصات التواصل، حيث تعرض مستخدمون لسرقة بياناتهم بعد التفاعل مع روابط وهمية تدعي تقديم منح مالية عبر "شام كاش".
وبين من يراه خطوة نحو تطوير الدفع الرقمي، ومن يعتبره وسيلة إضافية لمعاناة الموظف السوري، تبقى تجربة "شام كاش" مثار جدل واسع، بانتظار ما ستكشفه الأسابيع المقبلة من قدرة التطبيق على الصمود في وجه الانتقادات والتحديات التقنية والمالية.