في تطور عسكري لافت، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت 3 أيار، عن انتشار وحداته في جنوب سوريا، مشيرًا إلى أنه في حالة تأهب قصوى لمنع دخول ما وصفها بـ"القوات المعادية" إلى المناطق ذات الغالبية الدرزية.
وقال بيان صادر عن مكتبه الإعلامي إن الجيش "يراقب التطورات الميدانية ويحتفظ بجاهزيته للتعامل مع سيناريوهات دفاعية مختلفة".
ويأتي هذا التحرك الإسرائيلي بالتزامن مع تصعيد في المواقف الصادرة من قيادات درزية في محافظة السويداء، على رأسها "المجلس العسكري في السويداء" والرئيس الروحي للطائفة الشيخ حكمت الهجري، والذين دعوا صراحة إلى إقامة منطقة آمنة جنوب سوريا، بإشراف دولي محايد، لحماية السكان المدنيين من انتهاكات الأجهزة الأمنية، على خلفية ما جرى مؤخرًا في صحنايا بريف دمشق.
غارات إسرائيلية مكثفة تستهدف مواقع عسكرية داخل سوريا
وفي تطور ميداني متزامن، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية العنيفة مساء الجمعة، طالت مواقع عسكرية في أرياف دمشق وحماة واللاذقية، وذلك بعد ساعات من تنفيذ غارة "تحذيرية" قرب القصر الرئاسي في قلب العاصمة دمشق.
وبحسب مصادر ميدانية، استهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع في منطقة الشعرة بريف اللاذقية الشرقي، وقرب حرستا بريف دمشق، بالإضافة إلى الكتيبة الصاروخية بين موثبين وجباب شمالي درعا، والفوج 175 في مدينة إزرع بريف درعا.
الجيش الإسرائيلي قال في بيان رسمي إنه استهدف "منشأة عسكرية وبنى تحتية لصواريخ أرض-جو داخل سوريا"، مؤكداً عزمه على "حماية المدنيين الإسرائيليين بأي وسيلة لازمة".
دمشق تدين والجامعة العربية ترفض... وتصاعد الإدانات الإقليمية والدولية
الرئاسة السورية سارعت لإدانة الهجمات، ووصفت القصف الإسرائيلي بأنه "محاولة مكشوفة لتقويض الأمن والاستقرار"، مؤكدة في بيان رسمي أن "سوريا لن تساوم على سيادتها، وستواصل العمل على حماية أراضيها من أي تهديد خارجي".
الموقف السوري لقي دعمًا من عدد من الدول العربية، أبرزها قطر والسعودية والكويت والأردن والعراق واليمن ولبنان، إلى جانب الجامعة العربية والأمم المتحدة ولجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، الذين أعلنوا رفضهم الصريح للغارات واعتبروها انتهاكًا لسيادة سوريا.
السويداء ترفض التقسيم وتتمسك بوحدة سوريا
وجاء التصعيد الإسرائيلي في وقت حساس، أعقب صدور بيان من مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتنسيق مع المرجعيات والوجهاء، أكدت فيه رفضها القاطع لأي مشاريع انفصالية، وتمسكها بوحدة الدولة السورية ورفض تقسيمها، مؤكدة أن الدروز جزء أصيل من الهوية الوطنية.
تصاعد التوتر جنوب دمشق بعد هجمات دامية
وتزامنت هذه الأحداث مع تصاعد ميداني في ريف دمشق، حيث شهدت منطقتا جرمانا وأشرفية صحنايا، فجر الثلاثاء 29 نيسان، اشتباكات مسلحة عنيفة إثر هجوم نفذته مجموعة مجهولة استهدفت حواجز لقوات الأمن العام، أسفر عن مقتل 13 شخصاً، بينهم عنصران من الأمن، قبل أن تمتد الاشتباكات إلى مناطق أخرى جنوب العاصمة، وترتفع الحصيلة إلى 29 قتيلاً من بينهم 16 عنصراً أمنياً، ما أجج الوضع الأمني وأعاد الجنوب السوري إلى واجهة الاهتمام الدولي.