عاد الإعلامي السوري المثير للجدل "شادي حلوة" إلى الواجهة الإعلامية من بوابة خطاب مزدوج، يحاول فيه الظهور بمظهر المعارض للطائفية، وسط موجة استغراب وانتقادات واسعة من السوريين الذين لم ينسوا مواقفه السابقة الداعمة لانتهاكات نظام الأسد.
في منشور له على صفحته الشخصية في فيسبوك، انتقد حلوة بياناً لوزارة الصحة السورية أشار إلى الانتماء الديني لبعض المصابين في أحداث صحنايا، مدعيًا رفضه للطائفية، في ما اعتبره متابعون "مزاودة مكشوفة" على الدولة الجديدة ومحاولة للظهور بمظهر الحريص على الوحدة الوطنية.
المثير للجدل أن حلوة لم يكتف بذلك، بل نشر تقريرًا مصورًا يحتوي على مشاهد من مجزرة التضامن الشهيرة، مدعيًا وقوع انتهاكات ضد المدنيين من قبل قوى الأمن السورية الحالية، في حين أن المجزرة موثقة كجريمة ارتكبتها ميليشيات النظام السابق، والتي كان حلوة نفسه يوثق جرائمها ويظهر إلى جانبها.
ويؤكد ناشطون سوريون أن عودة حلوة بهذه الطريقة تُعد محاولة مكشوفة لتبييض صفحته، بعد سنوات من ظهوره الإعلامي كمروج لسياسات القمع والترويج للحملات العسكرية التي طالت مدنيين في مناطق متعددة.
وكان حلوة قد اشتهر خلال الحرب السورية كمراسل ميداني دائم التواجد إلى جانب الميليشيات النظامية، موثقًا انتصاراتهم المزعومة على حساب المدنيين، وظهر في أكثر من مرة يلتقط الصور فوق جثث الضحايا، ساخرًا من آلامهم ومعاناتهم.
ويرى مراقبون أن تغيير نبرة خطابه لا يمثل مراجعة حقيقية أو اعترافًا بالأخطاء، بل محاولة للبقاء ضمن المشهد الإعلامي في ظل المتغيرات السياسية والإعلامية الجارية في سوريا.
ويُجمع كثير من السوريين اليوم على أن محاولات التلميع الإعلامي لن تنجح طالما لم تُقرَن باعتذار واضح ومواجهة صريحة مع الماضي، مؤكدين أن الذاكرة الجمعية لا تُمحى بسهولة، وأن الشعب السوري بات أكثر وعيًا من أن يُخدع مجددًا بمن بدّل مواقفه دون مساءلة.