أخبار

توتر متصاعد بين الحكومة السورية و”قسد” بسبب النفط واللامركزية.. هل ينهار الاتفاق؟

توتر متصاعد بين الحكومة السورية و”قسد” بسبب النفط واللامركزية.. هل ينهار الاتفاق؟

تشهد العلاقة بين الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) توتراً متصاعداً، وسط تضارب الأنباء بشأن تقليص كميات النفط التي ترسلها "قسد" إلى دمشق.

ففي حين أفادت مصادر شبه رسمية أن الكمية خُفّضت إلى النصف، نفى مسؤول في وزارة النفط السورية هذه المعلومات، ما يعكس عمق الأزمة المتجددة بين الطرفين.


وكانت تقارير إعلامية، أبرزها من "تلفزيون سوريا"، قد ربطت هذا التراجع في إمدادات النفط بخلافات على تنفيذ اتفاقات مشتركة، شملت أحياء في مدينة حلب وسد تشرين الحيوي.


اتفاق نفطي هش.. ومؤشرات على تصعيد قريب


في فبراير الماضي، توصّل الجانبان إلى اتفاق ينص على تزويد دمشق بـ15 ألف برميل يومياً، وجرى توقيعه في مارس بين الرئيس السوري بشار الأسد وقائد "قسد" مظلوم عبدي.

غير أن التوترات الأخيرة تشير إلى تآكل الثقة، خاصة بعد تلكؤ "قسد" في تنفيذ بعض البنود، ودخول قوات حكومية إلى منطقة سد تشرين شرقي حلب.


الكاتب والسياسي الكردي علي تمي اعتبر في تصريحات لـ"عربي21" أن "قسد" تستخدم ملف النفط كورقة ضغط على دمشق، في ظل تزايد الضغط الشعبي على الحكومة لحسم هذا الملف.


اللامركزية تعمّق الفجوة.. ورد رسمي حاد من دمشق


أحد أبرز محاور الخلاف الجديدة هو تبني قوى كردية مطلب "الدولة اللامركزية"، وهو ما رفضته دمشق بشكل قاطع، معتبرة أنه يهدد وحدة البلاد.

المؤتمر الكردي الذي عُقد مؤخراً أيد هذا الطرح، فيما ردّت الحكومة السورية ببيان أكدت فيه تمسكها باتفاق مارس، محذّرة من "أي مشاريع انفصالية تمسّ وحدة الأراضي السورية".


هل تتجه العلاقة إلى القطيعة؟


يرى المحلل السياسي فواز المفلح أن ما يحدث يشير إلى اتساع هوة الخلاف، مؤكداً أن مناطق مثل الأشرفية والشيخ مقصود في حلب، إلى جانب سد تشرين وحقول النفط، باتت بؤر توتر بين الطرفين.


وأضاف المفلح لـ"عربي21" أن التطورات الميدانية والسياسية قد تُفضي إلى انسداد كامل في الحوار، خاصة مع اقتراب انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، وهو ما قد يترك "قسد" في مواجهة مباشرة مع دمشق وأنقرة دون غطاء دولي فعّال.


قسد تحت ضغط الواقع الجيوسياسي


تسيطر "قسد"، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، على معظم مناطق الشمال الشرقي الغنية بالنفط، بما فيها الحسكة والرقة وأجزاء من دير الزور.

ورغم محاولات سابقة لدمج قواتها ضمن وزارة الدفاع السورية، إلا أن الخلافات العميقة حول شكل الحكم ومستقبل النفوذ ما زالت تعرقل أي تسوية شاملة.


google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة