هل بدأ الذهب يفقد جاذبيته؟ تراجع مفاجئ بعد قفزة غير مسبوقة

بعد أن لامس سعر الذهب حاجز 3500 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه، سجّل المعدن النفيس تراجعاً لليوم الثاني على التوالي، متأثراً بعمليات جني الأرباح وعودة بعض الهدوء إلى الأسواق العالمية، بفعل تصريحات تصالحية من الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وسجّل الذهب هبوطاً بنسبة 1.9% خلال تداولات الأربعاء الآسيوية، بعد تراجع بنسبة 1.3% في جلسة الثلاثاء، ليصل إلى 3339.94 دولار للأونصة. وقد جاء هذا الانخفاض بعد أن بلغ الذهب أعلى مستوياته عند 3500.10 دولار، ما دفع العديد من المستثمرين إلى البيع بعد تحقيق مكاسب كبيرة في أبريل.

وتزامن التراجع مع ارتفاع شهية المخاطرة في الأسواق، مدفوعة بصعود الأسهم واستقرار الدولار والسندات. وبيّنت مؤشرات فنية أن الذهب دخل منطقة "الشراء المفرط"، ما زاد من احتمالية حدوث تصحيح سعري مؤقت.

وكانت المخاوف من تصعيد الحرب التجارية، وتدهور التوقعات الاقتصادية، والتوترات الجيوسياسية قد ساهمت في صعود الذهب، مدعومة بإقبال صناديق المؤشرات والبنوك المركزية على الشراء. لكن ترمب خفف حدة الخطاب يوم الثلاثاء، مشيراً إلى أنه لا يعتزم إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، رغم خلافات بشأن الفائدة.

وفي ما يخص الرسوم الجمركية، ألمح ترمب إلى إمكانية خفضها على الواردات الصينية من 145% إلى مستويات أقل، قائلاً: "نحن مستعدون للتعامل بلطف، وهم كذلك... ولكن عليهم التوصل إلى اتفاق، وإلا فإن الأمور ستزداد صعوبة".

ورغم هذا التراجع الأخير، يبقى الذهب مرتفعاً بأكثر من 25% منذ بداية العام، مما يعكس استمرار المخاوف بشأن النمو العالمي، وتفضيل المستثمرين للأصول الآمنة.