أخبار

رواية مشبوهة عن 'سبي النساء' تثير الجدل: حملة ممنهجة لتشويه إدلب؟

رواية مشبوهة عن 'سبي النساء' تثير الجدل: حملة ممنهجة لتشويه إدلب؟

أثارت الناشطة هبة عز الدين، مديرة منظمة عدل وتمكين العاملة في شمال سوريا، موجة من الجدل بعد منشور لها على فيسبوك تحدثت فيه عن رؤيتها امرأة غريبة ترافق أحد المقاتلين في مدينة إدلب.

وأشارت إلى أن المرأة من إحدى قرى الساحل السوري، وادعت أن المقاتل أحضرها معه بعد الأحداث الأخيرة هناك. ورغم قولها إنها تعرف الرجل المعني، عادت وتراجعت عن هذا التصريح لاحقاً.


رواية تتهم أبناء إدلب وتُعيد إنتاج خطاب النظام


المنشور الذي حمل اتهامات مباشرة لأبناء إدلب بالتورط في ما وصفته بـ "سبي العلويات"، اعتبره العديد من النشطاء استمراراً لحملة دعائية قديمة بدأها النظام السوري وأنصاره، تهدف إلى شيطنة معارضيه وتشويه سمعة مناطقهم.

هذه السردية أعادت إلى الأذهان تصريحات مشابهة ظهرت في السويداء وعلى لسان شخصيات مقربة من النظام، كما رُوّج لها مؤخراً في مظاهرات أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف.


ردود فعل واسعة ومنشور يُحذف لاحقاً


سرعان ما واجهت عز الدين موجة انتقادات من نشطاء وفاعليات أهلية طالبوها بتقديم أدلة على ما كتبته.

وبحسب المحادثات التي نشرها بعض المتابعين، تهربت من الإجابة ونفت لاحقاً معرفتها بالشخص الذي تحدثت عنه.

وبعد تصاعد الجدل، حذفت منشورها ثم أخفت حسابها بالكامل عن مواقع التواصل.


روايات النظام تجد صدى في منصات التواصل


الرواية التي نشرتها الناشطة لم تمر مرور الكرام على صفحات مؤيدة للنظام، بل جرى استغلالها سريعاً لإعادة بث سرديات "سبي العلويات" في إدلب، رغم عدم وجود أي دليل أو تسجيل رسمي يؤكد صحة هذه الادعاءات.

وانتشرت القصة على صفحات مشبوهة معروفة بنشر الشائعات والتضليل الإعلامي.


النساء كأداة في الصراعات الطائفية: تحذير من حقوقيات سوريات


في هذا السياق، حذرت الحقوقية نور الخطيب، مديرة قسم التوثيق في الشبكة السورية لحقوق الإنسان، من استخدام النساء في الحملات الدعائية التي تخدم أجندات طائفية.

وذكّرت بكيفية استغلال رواية "جهاد النكاح" في السنوات السابقة، معتبرة أن سرديات مثل "سبي العلويات" ليست إلا نسخة جديدة من نفس الأسلوب الذي يهدف لإثارة الكراهية والانقسام المجتمعي.


الخطيب أكدت أن مثل هذه الروايات لا تضر بالنساء فحسب، بل تُستخدم لتأجيج الفتن وتشويه صورة مجتمعات بأكملها.

وقالت إن الأطراف التي روجت سابقاً لخطاب معين باسم حماية النساء، هي نفسها التي تستغل قضايا مشابهة اليوم لأهداف سياسية.


قصة "آية طلال قاسم": نموذج آخر للتضليل


في الأيام الأخيرة، انتشرت مزاعم حول اختطاف فتاة من ريف طرطوس تدعى آية طلال قاسم، لكن تبين لاحقاً أنها سافرت إلى حلب للعمل بمبلغ مغرٍ ووُعدت به من قبل صديقتها.

وبعد تعرضها لمحاولة اعتداء، عادت إلى منزل عائلتها، دون أن تكون قد اختُطفت أو سُبيت، كما روّجت عشرات الصفحات خلال أيام.


استثمار سياسي لحالة الطائفة العلوية


رغم المعاناة التي لحقت بأبناء الطائفة العلوية نتيجة سياسات النظام نفسه، إلا أن بعض الجهات المرتبطة ببقايا النظام تحاول اليوم استغلال هذا الوضع لإعادة تقديم خطاب "الاستهداف" وطلب الحماية الدولية، وتغذية فكرة الانفصال أو تقرير المصير، في حين أن واقع الأحداث لا يدعم هذه السرديات التي تُستخدم كورقة ضغط سياسي.


خاتمة: ضرورة كسر خطاب الكراهية


إعادة تدوير سرديات "السبي" والاعتداء على النساء من دون دليل يخدم فقط تأجيج الصراعات ويشوّه الحقيقة. ومع كل رواية تُبث دون توثيق، تتضرر النساء فعلياً، ويُهدد السلم الأهلي بشكل مباشر.

التحدي الأكبر اليوم هو مواجهة هذا الخطاب الإعلامي المحرّض بالحقائق والمساءلة، حماية للمرأة والمجتمع معاً.

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة