بعد توقف دام أربعة أشهر، أعلنت وزارة النفط السورية إعادة تشغيل مصفاة بانياس في ريف طرطوس، بالتزامن مع وصول شحنات نفطية جديدة، ما يفتح الباب أمام انفراج تدريجي في أزمة المشتقات التي أثقلت كاهل السوريين منذ نهاية 2024.
وزير الطاقة السوري محمد البشير أشرف على إعادة التشغيل خلال زيارة تفقدية، أكد فيها أن عودة المصفاة للعمل جاءت بعد استلام شحنات نفط خام ضمن عقود رسمية، مشيرًا إلى أن الأولوية الآن لتأمين احتياجات السوق المحلية من الوقود.
وخلال الجولة، اطلع الوزير على نتائج أعمال الصيانة التي أجريت خلال فترة التوقف، وشملت تحديث بعض وحدات الإنتاج ورفع كفاءة التشغيل، بما يُمكّن المصفاة من إنتاج نحو 95 ألف برميل يوميًا بشكل مبدئي.
وأوضح البشير أن الحكومة تركز على استقرار القطاع النفطي، وتحديث البنية التحتية للطاقة، رغم التحديات المستمرة في عمليات النقل والتوريد.
وأضاف أن خطة التشغيل الحالية تهدف لتفادي اختناقات الوقود التي شهدتها البلاد في الأشهر الماضية، خاصة في مناطق الساحل والوسط.
مصادر من داخل المصفاة أكدت أن الإنتاج سيُوجه بشكل أساسي إلى المازوت والبنزين ووقود النقل والصناعة، مع تطبيق آلية تشغيل تدريجي لضمان توزيع عادل وتفادي الأزمات السابقة.
وتزامن استئناف العمل في المصفاة مع تعديل أسعار المشتقات النفطية، حيث تم تسعير المازوت بنحو 0.95 دولار لليتر، والبنزين من نوع 90 بسعر 1.1 دولار، و95 بسعر 1.23 دولار، فيما ارتفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 11.8 دولار، والصناعي إلى 18.88 دولارًا.
ورغم عدم الكشف رسميًا عن مصدر الشحنات الأخيرة، إلا أن تقارير مراقبين رجّحت أن تكون عمليات الاستيراد قد جرت عبر وسطاء دوليين، لتفادي العقوبات الغربية المفروضة على قطاع الطاقة السوري.
وتُعتبر هذه الشحنات هي الأولى من نوعها التي تصل منذ سقوط نظام الأسد وتشكيل الحكومة الجديدة، حيث تم رصد وصول ناقلة نفط خام تُدعى "أكواتيكا" تحمل نحو 100 ألف طن، إلى جانب ناقلتين للغاز المنزلي بحمولة إجمالية تقارب 4600 طن.
ويُتوقع أن يخفف تشغيل مصفاة بانياس الضغط عن السوق المحلية، ويمهد لتوزيع أكثر انتظامًا للمحروقات في المرحلة المقبلة.