بدأت اليوم، الخميس 3 نيسان 2025، أولى مراحل تنفيذ الاتفاق بين الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حيث أُفرج عن الدفعة الأولى من المعتقلين في سجون "قسد" بحيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب.
ومن المقرر أن تستمر العملية غدًا بإطلاق سراح دفعة ثانية، بالتزامن مع تسليم "قسد" أسرى وجثث مقاتليها لدى فصائل "الجيش الوطني".
تفاصيل الإفراج والتبادل
- أفرجت "قسد" عن نحو 150 معتقلًا، بينهم مدنيون وعناصر من الفصائل، احتُجزوا خلال السنوات الماضية بعد دخولهم مناطق سيطرتها بالخطأ أو بعد تعرضهم لكمائن.
- المرحلة الثانية من الإفراج ستتم غدًا، كجزء من تنفيذ الاتفاق المتعلق بحلب، والذي يتضمن انسحاب عناصر "قسد" من الحيين باتجاه مناطق شرق الفرات.
اتفاق تبادل الأسرى برعاية أمريكية
كشف مصدر كردي أن الاتفاق يشمل صفقة تبادل للأسرى والجثامين بين "قسد" من جهة، والجيش التركي و"الجيش الوطني السوري" من جهة أخرى، بوساطة أمريكية، ومن المتوقع تنفيذها خلال اليومين القادمين.
- "قسد" ستسلم جنودًا أتراكًا وعناصر معارضة، بالإضافة إلى جثامين مقاتلين، مقابل إطلاق سراح مقاتليها المحتجزين في تركيا.
- الاتفاق يتضمن أيضًا تفاهمًا لوقف القتال في محيط سد تشرين وجسر قره قوزاق، ما يعكس التزامًا ميدانيًا بالتهدئة.
الإدارة الذاتية: الاتفاق قيد التنفيذ لكن يحتاج إلى وقت
أكد مسؤولون في "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" أن الاتفاق دخل مرحلة التنفيذ، لكنه يتطلب وقتًا إضافيًا لإتمام كافة بنوده، خاصة تلك المتعلقة بانسحاب وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG/YPJ) من حلب، مع استمرار "قوى الأمن الداخلي" في إدارة الحيين.
- لم تدخل أي قوات تابعة للحكومة السورية إلى المنطقة بموجب الاتفاق، وفق ما أكده المسؤول الكردي بدران جيا كرد.
- الاتفاق يعتبر "مرحليًا" في انتظار تفاهم أوسع بين "قسد" ودمشق حول مستقبل شمال وشرق سوريا.
خطوة نحو إعادة الاستقرار وعودة المهجرين
يُنظر إلى هذا التفاهم كجزء من جهود ترسيخ الاستقرار والتعايش المشترك في حلب، ويمهد لإجراءات أوسع، منها تأمين عودة المهجرين من عفرين.
- الاتفاق يمنح حيّي الشيخ مقصود والأشرفية تمثيلًا كاملاً في المؤسسات المحلية بحلب، ويضمن حرية التنقل للسكان دون قيود أمنية.
- هناك مفاوضات مستمرة لضمان عودة آمنة وطوعية لأهالي عفرين، ما يشير إلى احتمال حدوث تغيرات كبيرة في المشهد الميداني خلال الفترة القادمة.
اتفاق استراتيجي: دمج "قسد" في الجيش السوري
يأتي هذا التفاهم بعد أسابيع من توقيع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي اتفاقًا يقضي بدمج القوات الكردية في الجيش السوري، وإنهاء النزاعات العسكرية.
- الاتفاق شدد على وحدة الأراضي السورية ورفض أي محاولات للتقسيم.
- تضمن أيضًا دمج مؤسسات شمال شرق سوريا ضمن الإدارة المركزية، بما في ذلك المعابر الحدودية وحقول النفط.
انعطافة سياسية: هل يحقق الاتفاق استقرارًا دائمًا؟
الاتفاق الجديد يعكس توجهًا نحو إنهاء النزاعات العسكرية وإعادة دمج شمال وشرق سوريا تحت إدارة الدولة السورية، ما قد يغير موازين القوى في المنطقة.