بعد أشهر على الاحتجاجات الشعبية في لبنان، أصدر الرئيس اللبناني، ميشال عون، مرسوماً بتشكيل حكومة جديدة، برئاسة حسان دياب، ضمت بمجملها أسماءً وشخصيات جديدة، لم تكن موجودة في الحكومة السابقة، التي كان يرأسها سعد الحريري.
الحكومة الجديدة، التي أُعلن عن تشكيلها أمس الثلاثاء، عبر موقع “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية، مؤلفة من 20 وزيراً، بينهم 6 نساء، لم يسبق لهم أن حصلوا على مناصب وزارية سابقاً، وسط توقعات بأن تنخفض حدة الاحتقان في الشارع اللبناني، والذي شهد مؤخراً اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن إصابة المئات.
الملفت في التشكيلة الحكومية الجديدة، هو فقدان جبران باسيل لحقيبة وزارة الخارجية، والذي كانت إطاحته أحد أبرز مطالب المحتجين في لبنان، حيث تسلّم ناصيف حتّي، سفير لبنان السابق لدى الجامعة العربية، هذا المنصب بدلاً عنه.
وسبق أن واجه جبران باسيل سابقاً اتهامات بمواقفه “العنصرية” حيال اللاجئين السوريين في لبنان، مطالباً مراراً بإعادتهم إلى سورية، ومعتبراً أنهم السبب في دمار الاقتصاد اللبناني، كما أنه دعا إلى إعادة العلاقات اللبنانية مع نظام الأسد إلى سابق عهدها.
مليون ونصف نازح سوري أي 200/كلم2 أرهقوا لبنان مادياً بخسائر وصلت الى 40% من ناتجه القومي، وهم يهددون وجوده بتمزيق نسيجه الإجتماعي.
— Gebran Bassil (@Gebran_Bassil) ٤ فبراير ٢٠١٩
ورغم أن ناصيف حتّي تمت تسميته من قبل “التيار الوطني الحر”، الذي ينتمي له باسيل، إلا أنه يملك خبرة في العلاقات الخارجية، ولم يسبق له أن صرح للإعلام تصريحات “عنصرية” حيال السوريين في لبنان.
عمل حتّي في منصب سفير بلاده لدى جامعة الدول العربية، كما تم تعيينه مستشاراً لأمين عام الجامعة عام 2013، ثم عُيّن رئيساً لبعثة الجامعة العربية لدى إيطاليا ولدى الفاتيكان، ومندوباً مراقباً دائماً لدى منظمات الأمم المتحدة في إيطاليا في الفترة بين عامي 2014 و2015.
وزيرة لشؤون النازحين.. من هي؟
أما فيما يتعلق بوزارة “النازحين والمهجّرين”، التي تم استحداثها عام 2016 لتنظيم أمور السوريين في لبنان، فقد تسلمها بموجب التشكيلة الجديدة، غادة شريم عطا، بدلاً عن صالح الغريب، المحسوب على التيار الدرزي، بقيادة طلال أرسلان، المعروف بقربه من نظام الأسد.
وكان الغريب تسلم وزارة النازحين، في فبراير/ شباط 2018، وبعهدته تم تنظيم عودة مئات اللاجئين السوريين إلى سورية، بالتنسيق بين “الأمن العام اللبناني” ونظام الأسد، إذ كان من المناصرين لعودة السوريين، تحت مسمى “العودة الطوعية”.
وتعرض الغريب، في يونيو/ حزيران الماضي، لمحاولة اغتيال حين أطلق مجهولون النار على موكبه في جبل لبنان، ما أسفر عن مقتل مرافقين اثنين وإصابة آخر.
أما الوزيرة الجديدة، غادة شريم عطا، لم يسبق لها أن تسلمت مناصب سياسية في الدولة اللبنانية، إذ كانت تعمل في منصب مديرة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، بين عامي 2013 و2016، وهي أستاذة في الأدب الفرنسي، وحاصلة على دكتوراه في اللغة والأدب الفرنسي عام 2000.
غادة شريم مقربة من “التيار الوطني الحر” أيضاً، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، وهي زوجة العميد المتقاعد في قوى الأمن الداخلي شارل عطا.
السورية نت