أخبار

ما حقيقة تورط أساتذة جامعات في إنتاج أفلام تخدم رواية النظام السوري؟

ما حقيقة تورط أساتذة جامعات في إنتاج أفلام تخدم رواية النظام السوري؟

كشفت وثائق مسرّبة من مقرّ المخابرات الجوية في حي المزة بدمشق، عقب سقوط نظام بشار الأسد، عن تورّط أسماء أكاديمية بارزة في إنتاج أفلام وثائقية تهدف إلى تشويه صورة المعارضة السورية وتضليل الرأي العام، وعلى رأسهم الدكتورة نهلة عيسى، أستاذة كلية الإعلام في جامعة دمشق.


وبحسب الوثائق التي حصل عليها موقع "درج"، أوعزت المخابرات الجوية بضرورة إنتاج محتوى إعلامي يدعم رواية النظام، ويصور المعارضة على أنها تابعة لتنظيمات "إرهابية عابرة للحدود".

وبرز اسم نهلة عيسى ضمن قائمة الأكاديميين الذين تم تكليفهم بالإشراف على محتوى هذه الأفلام من "الناحية المنهجية".


تورط أكاديمي في الحرب الإعلامية للنظام


تشير الوثائق إلى أن عيسى، التي تولّت مناصب إدارية في كلية الإعلام، رُشحت للمشاركة في لجنة الإشراف على إنتاج أحد هذه الأفلام الدعائية، مستندين إلى خلفيتها الأكاديمية وعلاقتها السابقة بمجال الأفلام الوثائقية، حيث نشرت كتاباً حول هذا الموضوع في عام 2020 عن مطبوعات الجامعة الافتراضية السورية.


وكان الهدف المعلن من هذه الأفلام، وفق الوثائق، هو "رفع معنويات المواطنين، تعزيز صورة الأجهزة الأمنية، وتشويه صورة قادة العمل المسلح بوصفهم فاشلين وعديمي المبادئ"، في محاولة لصنع انتصار معنوي لنظام الأسد.


طلاب الإعلام تحت التهديد والاعتقال


التحقيق يسلّط الضوء أيضاً على الممارسات القمعية داخل أروقة الجامعات، لا سيما كلية الإعلام.

ويستعيد الصحفي عماد خورشي تجربته الشخصية حين تم استدعاؤه من قبل نهلة عيسى عام 2011، بعد مواقفه المؤيدة للثورة السورية. يقول خورشيد: "واجهتني بتوبيخ وتهديدات مبطّنة بسبب دعمي العلني للثورة".


وفي يونيو من نفس العام، تم استدعاؤه وزميله محمود علي إلى مكتب الكلية، ليتفاجآ بوجود عناصر مخابرات طلبت منهما توقيع تبليغ لمراجعة الفرع 227 للأمن العسكري، بذريعة وجود مشاكل في أوراق التجنيد.


نفي رسمي من نهلة عيسى… ولكن؟


رغم وضوح الوثائق، نفت نهلة عيسى أي صلة لها بإنتاج أو الإشراف على أفلام وثائقية بطلب من المخابرات الجوية، مشددة على أنها لم تشارك بكتابة أو إخراج أي سيناريوهات إعلامية.


لكن الشهادات والوثائق المسربة تضع علامات استفهام كبيرة حول دور بعض الشخصيات الأكاديمية في دعم آلة الدعاية التي سعى بها النظام لإسكات صوت الشارع السوري وتشويه مطالب الحرية والكرامة.

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة