التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام: نقلة تاريخية لخدمة ضيوف الرحمن

تشهد مكة المكرمة تطورًا عمرانيًا غير مسبوق من خلال التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام، والتي تُعد الأكبر في تاريخ الحرم المكي، وتهدف إلى رفع مستوى الراحة والخدمة للمصلين من مختلف أنحاء العالم.

من أبرز أهداف هذه التوسعة مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، حيث سترتفع من نحو 670 ألف مصلٍ إلى أكثر من مليون وثلاثمائة ألف مصلٍ، مما سيسهم في الحد من الازدحام وتسهيل أداء العبادات، خاصة في المواسم الدينية الكبرى كالحج والعمرة وشهر رمضان.

كما تتضمن التوسعة العديد من التحسينات الخدمية التي تلبي احتياجات الزوار، أبرزها:

- رفع عدد دورات المياه إلى أكثر من ستة عشر ألفا وسبعمائة وستة وعشرين وحدة لخدمة المصلين بشكل أفضل.

- زيادة عدد المواضئ إلى اثني عشر ألفا وستمائة وتسعة وثلاثين موضأ لتسهيل عملية الوضوء وتخفيف الضغط في أوقات الذروة.

- تعزيز نظام التبريد بطاقة تصل إلى مئة وتسعة وتسعين ألف طن تبريد، مما يضمن بيئة مريحة داخل مرافق المسجد طوال العام، خاصة في فترات ارتفاع درجات الحرارة.

تأتي هذه التوسعة ضمن جهود المملكة العربية السعودية المستمرة لتطوير البنية التحتية في الحرم المكي، وتوفير أقصى درجات الراحة لضيوف بيت الله الحرام، بما يعكس العناية الكبيرة التي توليها القيادة السعودية للحرمين الشريفين.

إن هذا المشروع يعكس رؤية عصرية تجمع بين القدسية والتخطيط الحديث، ويؤكد التزام المملكة بتوفير تجربة روحانية متكاملة للمصلين والزوار من مختلف أنحاء العالم.