في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من 50 عامًا، أثارت دعوة وفد ديني درزي من سوريا لزيارة الأراضي المحتلة ضجة كبيرة على المستويين الديني والسياسي، وسط تحذيرات لبنانية وانتقادات متباينة حول أهداف الزيارة وتوقيتها الحساس.
زيارة تاريخية تشعل الجدل
كشف الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في "إسرائيل"، عن دعوة وجهت لنحو 100 من مشايخ الطائفة الدرزية في سوريا لزيارة مناطق داخل الأراضي المحتلة، وذلك يوم الجمعة المقبل.
وتُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ عام 1973، حين شارك وفد درزي سوري في زيارة مماثلة بعد حرب أكتوبر.
زيارة دينية أم خطوة سياسية؟
بحسب تصريحات طريف لوكالة "رويترز"، يخطط الوفد الديني السوري لزيارة عدد من المواقع المقدسة للطائفة الدرزية، وعلى رأسها مقام النبي شعيب في الجليل الأسفل قرب مدينة طبريا.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوتر الحدودي بين سوريا و"إسرائيل"، مما يزيد من حساسية الموقف ويطرح تساؤلات حول دوافع هذه الزيارة وأبعادها السياسية.
طريف يوضح: لا حاجة لحماية إسرائيلية للدروز
وفي رده على بعض الأصوات المنتقدة، شدد الشيخ موفق طريف على أن "الدروز في سوريا سوريون يفتخرون بانتمائهم"، مؤكدًا أن لا حاجة لتدخل "إسرائيلي" لحمايتهم. وأضاف:
"نأمل أن تشمل الحكومة السورية الجديدة كل الأقليات كالدروز والمسيحيين والأكراد والعلويين والبدو والإيزيديين، وأن تكون سوريا وطنًا لكل أبنائها".
إسرائيل تفتح أبوابها للعمال الدروز من سوريا
بالتزامن مع الإعلان عن الزيارة، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن الحكومة ستسمح قريبًا بدخول عدد من العمال الدروز من سوريا إلى الأراضي المحتلة، ما يمثل تحولًا بارزًا في سياسة التعامل مع سكان الجنوب السوري منذ اندلاع الأزمة السورية.
مشيخة العقل الدرزية في لبنان تُحذّر بقوة
في المقابل، أصدرت مشيخة العقل الدرزية في لبنان بيانًا حذرًا جاء فيه:
"نؤكد مجددًا على خطورة الانجرار العاطفي وراء مثل هذه الزيارات، لما لها من تبعات قانونية وأخلاقية على المشاركين فيها، ونحث الجميع على التعامل مع هذه الدعوة بمسؤولية ووعي كامل."
زيارة أم ورقة ضغط؟
يرى مراقبون أن هذه التحركات قد تمثل جزءًا من استراتيجية "إسرائيلية" لتعزيز علاقاتها مع الدروز في المنطقة، في حين تسعى الجهات الدينية اللبنانية إلى ضبط الموقف الداخلي وتفادي تداعيات سياسية أو طائفية غير محسوبة.