في تحول لافت بموقفه تجاه القيادة السورية الجديدة، أكد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أن العراق يقف إلى جانب سوريا الآمنة والمستقرة، مشددًا على ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد وضمان أمنها بعيدًا عن الطائفية والانقسامات القومية.
وأوضح الأعرجي أن استقرار سوريا يتطلب صوت العقل والاعتدال، مشيرًا إلى أن سوريا المتصالحة مع مكوناتها هدف لكل من يحب بلده وشعبه، وأن العراق يقف إلى جانب الشعب السوري في مواجهة التحديات.
هذا الموقف يأتي بعد أيام من تصريحات سابقة أثارت جدلًا واسعًا، حيث وجّه الأعرجي اتهامات مباشرة للرئيس السوري أحمد الشرع، وقال إن العراق يرفض أي تواصل مع من وصفهم بالمتورطين في الجرائم بحق العراقيين، واتهم الشرع بأنه كان جزءًا من تنظيم داعش الإرهابي.
لكن يبدو أن مشاركة العراق في اجتماع دول الجوار السوري الذي عقد مؤخرًا في الأردن، أسهمت في تعديل الموقف الرسمي، إذ ناقشت الدول المجتمعة آليات دعم الاستقرار في سوريا وتعزيز التعاون الأمني لمواجهة الإرهاب وتهريب المخدرات.
ويُفهم من تصريحات الأعرجي الجديدة أنها خطوة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين بغداد ودمشق، خاصة مع التطورات المتسارعة في الساحل السوري وتراجع محاولات فرض تغييرات جذرية على المشهد السياسي هناك.
من جانبه، شدد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال مؤتمر صحفي بعد الاجتماع على أن استقرار العراق لا يمكن فصله عن استقرار سوريا، ودعا إلى حوار سوري شامل يضمن الأمن لجميع المكونات.
كما أشار إلى تأسيس غرفة عمليات أمنية مشتركة بين العراق وسوريا لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية.