"متى ستنهي الولايات المتحدة اقتصاد إيران"، عنوان مقال نيكولاي بروتسينكو، في "فزغلياد"، حول قدرة الدولة الإيرانية على الصمود في وجه الضغوط الاقتصادية المتعاظمة.
وجاء في المقال: فيما تم التراجع عن الضربة العسكرية الأمريكية لإيران، تَعد واشنطن بدفن الاقتصاد الإيراني، فهل تنجح؟
في الإجابة عن السؤال، قال خبير معهد العولمة والحركات الاجتماعية، ميخائيل بالبوس، لـ"فزغلياد": "خلاف فنزويلا النفطية، التي سُحقت بالعقوبات، تمتلك إيران اقتصادا صناعيا متطورا وآليات رمادية لتخفيف العقوبات القطاعية الأمريكية المقبلة. على أية حال، تتمتع البلاد بخبرة سنوات عديدة في التحايل على العقوبات، والعقوبات الحالية ليست جديدة من حيث المبدأ".
ويرى بالبوس فارقا جوهريا بين ذروة العقوبات في العام 1996 والوضع الحالي. فقال: "في الوقت الحالي، لا تملك الحكومة الإيرانية ولا يمكن أن يكون لديها استراتيجية فعالة للتغلب على نظام العقوبات، في حين، لعب القطاع العام سابقا دورا كبيرا. فالحكومة الحالية تفضل العمل وفقا للوصفات الليبرالية، مفترضة أن نظام العقوبات لن يستمر إلى الأبد وسيتوقف الكثير على الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة. لذلك، يتم اتخاذ تدابير ظرفية بشكل رئيس، مثل معاملات المقايضة".
أما خبير أمن الطاقة في أرمينيا، أستاذ العلوم السياسية، فاهي دافتيان، فيرى أن إيران سوف تنجذب بشكل متزايد نحو تطوير علاقاتها مع الصين وروسيا، اللتين يمكن أن تشكلا شريان حياة بالنسبة لها، وكذلك مع دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الأخرى.
كما أن الاتجاه التركي، بالنسبة لإيران، مهم للغاية. يقول دافتيان: " تركيا، التي تشتري الغاز الإيراني، مستعدة لدفع ثمنه مواد غذائية، ما سيسمح لطهران بتجنب أزمة الغذاء على المدى المتوسط".
وهو متفائل في أن "هناك في إيران حالة دولة عميقة تدعم" نظام المناعة في البلاد". فعلى الرغم من المشكلات السياسية والاقتصادية المعقدة، تحافظ إيران على الاستقرار المؤسسي وتظل دولة تتمتع بنظام حكم عمودي صارم. أما بالنسبة للتجارة غير الشرعية عبر الحدود، والتي يضطر الإيرانيون إلى إجرائها بسبب تقلص الاقتصاد المحلي، فعادة ما يتم تنفيذها تحت السيطرة المباشرة أو بمعرفة السلطات".
أخيرا، لا يميل ضيفا الصحيفة إلى اعتبار زيادة نشاط المعارضة في الشوارع الإيرانية تهديدا خطيرا لنظام آيات الله. على الأقل، حتى الآن.
المقالة تعبر عن رأي الصحيفة