أكد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لن ينسحب من المنطقة العازلة في الجنوب السوري في المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن التطورات في سوريا تتطلب بقاء القوات الإسرائيلية لفترة طويلة لتحقيق ما وصفه بـ "الاستقرار الأمني".
استمرار الاحتلال بذريعة الأمن
قال كوهين إن إسرائيل تعتبر وجودها العسكري في الجنوب السوري ضرورة أمنية لمنع أي تهديد محتمل من الحكومة السورية الجديدة، معتبرًا أن انسحاب الجيش الإسرائيلي ليس خيارًا مطروحًا في الوقت الراهن.
وأضاف أن إسرائيل لن تسمح بقيام أي حكومة في سوريا قد تشكل خطرًا على أمنها القومي، في إشارة إلى محاولات إسرائيلية لتبرير استمرار احتلالها للأراضي السورية.
الجولان تحت الاحتلال رغم القرارات الدولية
شدد الوزير الإسرائيلي على أن مرتفعات الجولان ستظل تحت السيطرة الإسرائيلية إلى الأبد، بغض النظر عن أي تغيرات سياسية في سوريا أو في المنطقة.
وأوضح أن إسرائيل لن تتراجع عن قرارها بضم الجولان عام 1981، رغم أن الأمم المتحدة تعتبر الجولان أرضًا سورية محتلة وتطالب بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي منها.
تصعيد عسكري في الجنوب السوري
تزامنت تصريحات كوهين مع تصاعد الهجمات العسكرية الإسرائيلية على مناطق الجنوب السوري، حيث نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على محيط دمشق وريف درعا والقنيطرة، مستهدفة مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة.
كما توغلت القوات الإسرائيلية برًا في مناطق بريف درعا والقنيطرة، وسط تقارير تؤكد سعي الاحتلال إلى فرض واقع أمني جديد في الجنوب السوري يخدم مصالحه الاستراتيجية.
إدانات عربية ودولية واسعة
أثارت الاعتداءات الإسرائيلية موجة غضب عربية ودولية واسعة، حيث أصدرت عدة دول مثل السعودية، مصر، الأردن، قطر، وإيران، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية، بيانات تدين العدوان الإسرائيلي وتعتبره انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية وخرقًا للقوانين الدولية.
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الغارات الإسرائيلية تشكل خرقًا لاتفاقية 1974 لفض الاشتباك، داعيًا جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي وضمان سيادة سوريا.
انتهاكات مستمرة وسط صمت دولي
تواصل إسرائيل تنفيذ هجمات عسكرية في سوريا منذ سقوط نظام الأسد، مستغلة حالة الفوضى لتحقيق مكاسب استراتيجية، حيث استهدفت خلال الأشهر الأخيرة عشرات المواقع العسكرية والمدنية، ما أدى إلى استشهاد عناصر من الجيش السوري وإلحاق أضرار واسعة بالبنية التحتية.
فرض واقع أمني جديد
تشير التقارير الحقوقية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإعادة رسم قواعد الاشتباك في الجنوب السوري، عبر تكثيف عملياته العسكرية وفرض واقع أمني يخدم مصالحه، في ظل غياب موقف دولي حازم تجاه هذه الانتهاكات.