أثار المدعو "باسل علي الخطيب"، المتحدث باسم ما يُعرف بـ"المجلس الإسلامي العلوي السوري"، موجة من الجدل بعد ظهوره في مقطع مصور خلال تجمع في طرطوس، حيث زعم أن إحدى المقابر التي تضم قتلى جيش النظام تعرضت للتخريب.
وفي تصريحه، أكد الخطيب أن "المساس بقبور الشهداء خط أحمر"، وروّج لمطالب مثيرة للريبة، منها إصدار عفو عام يشمل الجميع أو محاسبة جميع الأطراف دون استثناء. كما وصف قتلى ميليشيات الأسد بأنهم "شهداء"، داعيًا الموظفين الذين لم يتم فصلهم بعد إلى الإضراب تضامنًا مع زملائهم المفصولين.
مواقف متناقضة وتحريض مستمر
يُذكر أن الخطيب كان سابقًا من أشد الموالين للنظام المخلوع، وظهر في مقاطع مصورة وهو يطالب بشار الأسد بسحب الجنسية السورية من المعارضين واللاجئين، مستخدمًا عبارات نابية بحقهم.
وقد تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع إعلان تشكيل "المجلس الإسلامي العلوي"، الذي أثار انقسامات داخل الطائفة العلوية نفسها، حيث رفض العديد من أبناء الطائفة هذا المجلس واتهموه بمحاولة استغلالهم سياسيًا.
تشكيل مجلس بوجهين: ديني وتنفيذي
وبحسب البيان التأسيسي، يتكون المجلس من مجلسين:
1. مجلس ديني برئاسة الشيخ غزال غزال، الذي تم تعيينه "مفتي اللاذقية"، ويضم 130 شيخًا موزعين على عدة محافظات.
2. مجلس تنفيذي يضم عدة مكاتب مثل السياسة، الإعلام، الاقتصاد، الإغاثة، القانون، والتوثيق التاريخي.
ويزعم القائمون عليه أن المجلس سيظل فعالًا حتى انتهاء المرحلة الانتقالية وإنشاء دولة يحكمها الدستور، مشددين على أن الطائفة العلوية جزء من نسيج المجتمع السوري.
رفض واسع من أبناء الطائفة العلوية
من جانبها، رفضت شخصيات دينية ووجهاء من الطائفة العلوية هذا التشكيل، معتبرين أنه يعزز الانقسام داخل الطائفة.
وأصدر رجال دين من الطائفة بيانًا يدين أي محاولات لإقحام العلويين في صراعات سياسية، كما شددوا على ضرورة محاسبة كل من تورط في جرائم ضد الشعب السوري.
في سياق متصل، تداول ناشطون مقطع فيديو لضابط سابق في جيش النظام البائد يُدعى "صالح منصور"، زعم خلال تشييع أحد قتلى الطائفة العلوية أن "الطائفة تطالب بتدخل فرنسا لحمايتها"، ما أثار موجة من الغضب والجدل بين السوريين.
ترويج لأجندات مشبوهة
يُذكر أن العديد من الشخصيات التي كانت موالية للنظام سابقًا باتت تروج لمطالب تصب في مصلحة إعادة تدوير النظام، مثل العفو العام، والمساواة بين الضحية والجلاد، وإعادة توظيف المسرحين، وإطلاق سراح المعتقلين العسكريين، وسط محاولات لتبرير جرائم النظام وأتباعه.
هذا وتظل الأوضاع في سوريا معقدة، وسط محاولات عدة أطراف استغلال الظروف لإعادة إنتاج مشاريع مشبوهة تحت شعارات مختلفة.