يكشف تقرير خاص نشره موقع "اقتصاد" عن تفاصيل الصراع بين بشار الأسد ووزير النقل الأسبق مفيد عبد الكريم، من خلال شهادة نجله الدكتور محمود مفيد عبد الكريم.
التقرير يتناول حقائق صادمة حول الفساد والضغوط التي تعرض لها الوزير خلال فترة توليه منصبه بين عامي 1992 و2000، والتي انتهت بإيقافه وسجنه ضمن حملة ترويجية لمكافحة الفساد، تزامنت مع تجهيز بشار الأسد لتولي الحكم بعد والده.
تفاصيل المواجهة بين الأسد وعبد الكريم
بدأ الخلاف بعد محاولة بشار الأسد التدخل في التعيينات داخل وزارة النقل، وفرض صفقات مشبوهة، من بينها صفقة شراء رادارات لمطارات سوريا عبر شركة إيطالية كان وكيلها رامي مخلوف، وتبين لاحقًا أنها تتعامل مع إسرائيل.
رفض عبد الكريم تمرير الصفقة، مما أثار استياء الأسد ومخلوف، وتصاعد التوتر ليشمل محاولات فرض تعيينات إدارية وتقديم تسهيلات لشركات محسوبة على العائلة الحاكمة.
فضيحة بيع النفط لإسرائيل
مع الحصار المفروض على العراق، كانت شحنات النفط العراقي تصل إلى سوريا مقابل الغذاء، إلا أن تقارير رسمية كشفت عن تهريب النفط مباشرة إلى ميناء حيفا عبر مرفأ طرطوس.
عند اكتشاف العملية، أمر عبد الكريم بحجز إحدى السفن المتورطة، لكنه فوجئ بتدخل مضر رفعت الأسد، الذي حاول رشوة الوزير لإنهاء القضية.
بعد رفض الوزير، صدر قرار حكومي بالإفراج عن السفينة، في إشارة واضحة إلى تورط كبار المسؤولين في عمليات تهريب النفط إلى إسرائيل.
نهاية المواجهة ومحاولات رشوة الوزير
مع تزايد الخلافات، حاول مقربون من الأسد إقناع الوزير بتقديم مبالغ مالية شهرية لضمان "الولاء"، لكنه رفض ذلك، مما جعله هدفًا للحملة التي انتهت باعتقاله عام 2000، وسجنه في 2001 بتهم ملفقة.
هذه القضية كشفت عن عمق الفساد في النظام السوري، حيث لم يكن الصراع مجرد خلاف إداري، بل معركة بين مسؤول حاول الحفاظ على المصلحة العامة وبين منظومة حكم قائمة على الفساد والمحسوبيات.
هذا التحقيق يسلط الضوء على كواليس الصراع داخل السلطة في سوريا، ويفضح كيف تُدار الصفقات والقرارات الكبرى خلف الكواليس، بما في ذلك بيع النفط لإسرائيل، وتصفية كل من يعارض توجهات النظام.
تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News