أخبار

جهاد عبدو يكشف أسرار الفنانين مع النظام السوري: تهديدات وضغوط وعلاقات أمنية

جهاد عبدو يكشف أسرار الفنانين مع النظام السوري: تهديدات وضغوط وعلاقات أمنية


على مدار السنوات الماضية، ومع تصاعد الأحداث في سوريا، برزت قضية علاقة الفنانين بالنظام السوري كواحدة من أكثر الملفات المثيرة للجدل.

هذه العلاقة التي طالما بقيت في الظل، بدأت ملامحها تتكشف من خلال شهادات بعض الفنانين الذين قرروا الخروج عن صمتهم، وفي مقدمتهم الممثل السوري جهاد عبدو، الذي أثارت تصريحاته الأخيرة موجة واسعة من التفاعل.


جهاد عبدو يكشف أسرار كواليس الفن والسياسة

في حديث صادم، كشف جهاد عبدو عن تفاصيل غير مسبوقة حول طبيعة العلاقة التي جمعت بين بعض الفنانين السوريين والنظام السابق، وتحديدًا الرئيس بشار الأسد وضباط الأمن.

أكد عبدو أن عدداً من الفنانين كانوا على صلة وثيقة بالأجهزة الأمنية، وكانوا يحضرون لقاءات وحفلات مع ضباط كبار، حيث طُلب منهم تنفيذ أدوار سياسية محددة.


وأوضح عبدو أن بعض هؤلاء الفنانين كانوا يُستخدمون كأدوات إعلامية لتجميل صورة النظام أمام الرأي العام، إذ طُلب منهم الظهور في وسائل الإعلام لتقديم رسائل مؤيدة للنظام، وحث المواطنين على عدم المشاركة في المظاهرات.

كما جرى استغلالهم للترويج لصورة الأسد كقائد مثالي وقريب من الشعب.


امتيازات مقابل الولاء

لم تتوقف العلاقة عند الدعم الإعلامي فقط، بل أشار عبدو إلى أن بعض الفنانين استفادوا بشكل مباشر من هذه الصلات الأمنية، حيث حصلوا على حماية خاصة وفرص مهنية متميزة، كما أتيحت لهم فرص الظهور في أعمال درامية كبرى بفضل "الواسطة" الأمنية، التي فتحت أمامهم الأبواب المغلقة، بينما حُرم الآخرون ممن رفضوا الانصياع.


شهادات أخرى: التهديد والضغوط

جاءت تصريحات عبدو بالتزامن مع شهادات مشابهة أدلى بها فنانون آخرون، أبرزهم الممثل سامر إسماعيل، الذي كشف عن تعرضه للتهديد بسبب مواقفه السياسية.

كذلك، تحدثت المخرجة الشهيرة رشا شربتجي عن حجم الضغوط التي تعرض لها الفنانون في تلك الفترة، مشيرة إلى أن الخوف كان مسيطراً على الوسط الفني، حيث عاش كثيرون تحت وطأة الترقب والتهديد المستمر.


الفن بين الإبداع والإملاءات الأمنية

تعكس هذه الشهادات الوجه الآخر من معاناة الفنان السوري، الذي وجد نفسه أمام خيارين أحلاهما مر: إما الانصياع لتوجيهات النظام، أو مواجهة مصير مجهول قد يصل إلى التهديد بالإقصاء أو حتى التصفية.

هذا الواقع دفع كثيرين إلى تقديم تنازلات من أجل الحفاظ على حياتهم ومكانتهم الفنية.


الفن والحرية: صراع دائم

قضية علاقة الفنانين بالنظام في سوريا ليست معزولة عن واقع المنطقة العربية، لكنها تتخذ بُعدًا أكثر تعقيدًا في ظل نظام أمني صارم.

وهذا يثير تساؤلات مستمرة حول قدرة الفنان على الحفاظ على استقلاليته في بيئة تتحكم فيها السلطة بمختلف جوانب الحياة.


في النهاية، يبقى السؤال مطروحاً: هل يمكن للفن السوري أن يستعيد عافيته ويعود إلى دوره كصوت يعبر عن الشعب، بعيداً عن الإملاءات السياسية، أم أن تأثير السلطة سيظل جاثماً على أنفاس الإبداع؟

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة