تشهد محطات الوقود الخاصة في دمشق أزمة خانقة، حيث تعاني من انخفاض شديد في حركة السيارات مقارنة بالماضي، وذلك بسبب تراجع قدرتها على المنافسة مع بسطات البنزين العشوائية والمحطات الحكومية.
ومع القرار الحكومي بإلغاء العمل بالبطاقة الذكية وتحرير أسعار المحروقات، زادت الأزمة عمقًا، مما حول المحطات الخاصة من مشاريع مربحة إلى مشروعات مهددة بالإغلاق في ظل هيمنة السوق السوداء.
وفقًا لما نقله موقع تلفزيون سوريا عن أحد العمال في محطة نزهة الخاصة في منطقة برزة، بعد إغلاق المحطة، فإن الوضع تغير بشكل ملحوظ.
حيث تفرض شركة "محروقات" على المحطات دفع ثمن الوقود بالدولار الأمريكي وفقًا لأسعار المصرف المركزي، لكنها في المقابل تمنع بيع الوقود للمواطنين بهذه العملة.
يسبب هذا الفارق الكبير في سعر الدولار بين المصرف المركزي والسوق السوداء خسائر كبيرة للمحطات، كما أن عملية تحويل المبالغ من الليرة إلى الدولار من أجل تسديد ثمن المحروقات تزداد بطئًا، ما يعيق قدرتها على طلب كميات كبيرة من الوقود كما كان الحال سابقًا.
أضاف العامل أن "المردود تراجع بشكل كبير، وأصبح هو وزملاؤه مهددين بفقدان مصدر رزقهم، حيث تم تسريح بعض العمال بسبب قلة العمل في المحطات."
يبلغ سعر الدولار وفقًا لمصرف سوريا المركزي 13,200 ليرة، ولكنه لا يتيح للمواطنين الحصول عليه بهذا السعر أو بأي سعر آخر، في حين أن سعر الدولار في السوق السوداء لا يتجاوز 10,100 ليرة، مع تقلبات يومية في الأسعار.
تسعير المشتقات النفطية يتم بالدولار، مع إلزام المحطات ببيع البنزين بالسعر المحدد من قبل الحكومة.
حيث يباع لتر البنزين أوكتان 90 في المحطات الحكومية بسعر يعادل 11,000 ليرة سورية (أي 1.1 دولار)، بينما يبلغ سعر لتر البنزين أوكتان 95 حوالي 12,300 ليرة (أي 1.23 دولار).
أما البنزين المهرب، فيباع بأسعار تتراوح بين 9,500 ليرة و10,500 ليرة حسب البائع، في حين أن المحطات الخاصة تبيع البنزين بأسعار تتفاوت بشكل كبير، حيث قد يصل سعر لتر البنزين أوكتان 95 إلى 20,500 ليرة، أو يبدأ من 15,800 ليرة في بعض المحطات.