شهدت الأسواق السورية، لا سيما سوق الهال في دمشق، تدفقًا متزايدًا للخضار المستوردة من الخارج، الأمر الذي أثار قلق المزارعين المحليين وخبراء القطاع الزراعي، وسط تخوفات من تعرض الإنتاج المحلي لخسائر كبيرة نتيجة ضعف القدرة التنافسية أمام المنتجات المستوردة منخفضة السعر.
وأكد أسامة قزيز، عضو لجنة سوق الهال بدمشق، أن كميات الخضار المحلية الواردة إلى السوق شهدت تراجعًا ملحوظًا مقارنة بالأعوام السابقة، حيث كانت هذه المنتجات تعتمد بشكل أساسي على المحاصيل القادمة من المناطق الساحلية، الجنوبية، والغوطة.
وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا من الخضار المتوفرة حاليًا مستورد، أبرزها البندورة، البطاطا، والموز، وتباع أحيانًا بأسعار تقل عن تكلفتها الحقيقية بهدف المنافسة.
وحذّر قزيز في تصريحات لصحيفة "الثورة" من خطورة هذا التراجع في الإنتاج المحلي، مؤكدًا أن غياب السياسات الزراعية الداعمة للمزارعين قد يؤدي إلى تهديد السلة الغذائية في سوريا.
ورغم تأكيده على أهمية وجود سوق تنافسي حر، شدد على ضرورة أن يكون ذلك بالتوازي مع حماية الإنتاج الوطني وتشجيع المزارعين على الاستمرار في زراعة المحاصيل.
وأشار إلى أن القطاع الزراعي يُعد أحد أبرز القطاعات المساهمة في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال توفير القطع الأجنبي عبر تصدير الفائض.
في المقابل، فإن التوسع في استيراد المنتجات الزراعية يؤدي إلى استنزاف الموارد المالية للدولة، خاصة في حال تجاوز الاستيراد الحدود المقبولة ضمن قواعد السوق المفتوحة.
ولفت قزيز إلى أن أسعار بعض الخضار الضرورية، كالبندورة، البطاطا، والبصل، شهدت انخفاضًا ملحوظًا هذا الشتاء، إذ بلغ متوسط سعر الكيلو الواحد منها نحو 2500 ليرة سورية، وهو مستوى لم تشهده الأسواق منذ 14 عامًا.
وأرجع هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، أبرزها توقف "الأتاوات" على الطرقات، انخفاض تكاليف النقل، وزيادة كميات الخضار المستوردة من الأردن ومصر، بالإضافة إلى تحسن إمدادات سوق الهال بالخضار القادمة من محافظة درعا.
رغم ذلك، أكد قزيز أن السوق يعاني من حالة ركود وضعف شديد في حركة المبيعات، بسبب تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين، مما يفاقم من صعوبات التصريف حتى في ظل توفر المنتجات بأسعار منخفضة.