في ظل التقلبات الاقتصادية التي تشهدها سوريا، بات البحث عن أفضل طرق الادخار والاستثمار أمراً حيوياً للمواطنين. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور عبدالرحمن محمد، نائب عميد كلية الاقتصاد للشؤون الإدارية وشؤون الطلاب في جامعة حماة، أن القرار الاستثماري الصحيح يختلف باختلاف ظروف كل فرد، مشيراً إلى قاعدة اقتصادية أساسية: "لا تضع البيض كله في سلة واحدة".
وأكد محمد أن تنويع المحفظة الاستثمارية بين الذهب والعقارات والدولار هو الخيار الأمثل لتحقيق التوازن بين الأمان والعائدات، معتبراً أن توقيت اتخاذ القرار الاستثماري قد يكون أكثر أهمية من القرار نفسه.
الذهب: ملاذ آمن وقت الأزمات
أشار محمد إلى أن الذهب يُعد من الأصول الأكثر جذباً للمستثمرين عالمياً، لما يتمتع به من ميزات عديدة، أبرزها كونه ملاذاً آمناً في أوقات التضخم والأزمات الاقتصادية، حيث يميل سعره إلى الارتفاع مع انخفاض قيمة العملات. وذكر أن سعر الأونصة وصل مؤخراً إلى نحو 2900 دولار، ما يدل على توجه تصاعدي في قيمته.
كما يتميز الذهب بسهولة البيع في أي وقت، مما يجعله استثماراً مرناً ومناسباً لحفظ القيمة المالية على المدى الطويل. إلا أن عيوب الادخار بالذهب تكمن في عدم تحقيقه عوائد إيجارية أو دخل شهري ثابت، على عكس العقارات.
العقارات: دخل ثابت واستثمار طويل الأمد
رأى محمد أن الاستثمار في العقارات يُعد من أفضل الخيارات، خاصة في أوقات الأزمات، إذ يوفر مصدر دخل ثابت من خلال الإيجارات، فضلاً عن احتمالية ارتفاع قيمته مع مرور الوقت، ما يحقق مكاسب رأسمالية.
كما أشار إلى وجود مزايا ضريبية مرتبطة بالاستثمار العقاري، لكن في الوقت ذاته، لفت إلى بعض العيوب، مثل الحاجة إلى رأس مال كبير، تكاليف الصيانة والضرائب، بالإضافة إلى تعرض العقارات لتقلبات السوق، وانخفاض السيولة، إذ قد يستغرق بيع العقار وقتاً طويلاً.
الدولار والعملات الصعبة: خيار محفوف بالمخاطر
اعتبر محمد أن الادخار بالدولار أو العملات الصعبة لم يعد الخيار الأكثر أماناً، نظراً للتغيرات المستمرة في أسعار الصرف، والتقلبات الاقتصادية المحلية والعالمية.
نصيحة أخيرة للمستثمرين
أكد محمد أن اختيار وسيلة الادخار أو الاستثمار يعتمد على عدة عوامل، منها:
- الهدف من الاستثمار: إذا كان البحث عن دخل ثابت، فالعقارات هي الخيار الأمثل. أما إذا كان الهدف حماية المدخرات من التضخم، فالذهب هو الخيار الأفضل.
- حالة السوق: في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية، قد تكون العقارات أكثر عرضة للمخاطر، بينما يستمر الذهب في توفير الأمان.
- القدرة على تحمل المخاطر: على المستثمر تقييم مستوى المخاطر الذي يستطيع تحمله قبل اتخاذ القرار.
في الختام، شدد محمد على أهمية تنويع مصادر الاستثمار، لتحقيق توازن بين الأمان والعوائد، بما يضمن الحفاظ على المدخرات وتحقيق أرباح مستقبلية.