في فضيحة جديدة تكشف عن فساد النظام البائد في سوريا، نشرت صحيفة "الحرية" وثيقة أمنية تثبت تورط مخابرات النظام في المتاجرة بالمساعدات الإنسانية المرسلة إلى الشعب السوري، بالتعاون مع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك. الوثيقة التي تحمل الرقم /6/518/ والصادرة عن الفرع 235 (فرع فلسطين)، تكشف تفاصيل العملية التي بدأت بعد وقوع الزلزال المدمر في 6 شباط 2023.
تفاصيل الوثيقة الأمنية
تعود الوثيقة إلى تاريخ 9 فبراير 2023، حيث تكشف أن الفرع 235 (فرع فلسطين) طلب من فرع 217 الإشراف المباشر على المساعدات الإنسانية القادمة عبر مطار دمشق الدولي. وفقًا للوثيقة، كانت المساعدات تُنقل إلى مستودعات ومخازن الدولة لطرحها تدريجيًا في الأسواق المحلية لصالح خزينة الدولة، مما يحرِم المستحقين الفعليين من المساعدة الإنسانية العاجلة.
التعاون مع وزارة التجارة الداخلية
كما تشير الوثيقة إلى أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك كانت على علم تام بتلك العملية، حيث تم التعاون بين الوزارة وفرع فلسطين لتسهيل عملية بيع المساعدات في الأسواق. الوثيقة التي وُسمت بعبارة "سري للغاية"، تأتي استنادًا إلى كتاب صادر عن وزارة التجارة في 8 فبراير 2023، مما يثبت تورطها في هذه العملية غير القانونية.
استغلال المساعدات بعد الزلزال
تزامن صدور الوثيقة مع فترة حرجة بعد وقوع الزلزال الذي ضرب مدن حماة وحلب وجبلة في 6 فبراير 2023. وفي الوقت الذي كان فيه الشعب السوري في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، تم تحويل هذه المساعدات إلى أسواق بيع تحت غطاء رقابة تموينية. وكان النظام يعتمد على وكلاء لبيع تلك المساعدات، مدعيًا رفد خزينة الدولة بالأموال.
فساد النظام البائد وتأثيره على الشعب السوري
تعتبر هذه الفضيحة جزءًا من سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبها النظام البائد، حيث استغل المساعدات الإنسانية في وقت كان فيه الشعب السوري في أمس الحاجة إليها. هذا التصرف يسلط الضوء على حجم الفساد المستشري في النظام الذي كان يستفيد من معاناة الشعب بدلًا من تقديم الدعم اللازم.
تبعات هذا الكشف
يشير الكشف عن هذه الوثيقة إلى وجود فساد ممنهج على أعلى المستويات، ويضع تساؤلات جدية حول مصير المساعدات الإنسانية التي تصل إلى سوريا في ظل هذا النظام. إضافة إلى ذلك، يعزز هذا الكشف من الشكوك حول قدرة المؤسسات الحكومية على التعامل مع الأزمات الإنسانية بشفافية وأمانة.
المصدر: صحيفة الحرية