الشيباني يعلن عن تشكيل حكومة جديدة في آذار تضم جميع الأطياف السورية

أعلن وزير الخارجية في حكومة دمشق المؤقتة، أسعد الشيباني، عن تشكيل حكومة جديدة في شهر آذار المقبل، ستكون حكومة شاملة تمثل كافة الأطياف السورية، مع مراعاة التنوع الكبير بين أبناء الشعب السوري.

جاءت تصريحات الشيباني خلال جلسة حوارية يوم الأربعاء 12 فبراير ضمن فعاليات "القمة العالمية للحكومات" التي انطلقت في دبي يوم الاثنين 10 فبراير وتستمر حتى 13 من الشهر الجاري.

وأشار الشيباني إلى أن الحكومة الجديدة تلتزم بالعمل المشترك مع الشعب، مستفيدة من أخطاء الماضي لضمان نجاح المرحلة القادمة.

وأوضح أن التعديلات التي طرأت على الحكومة في الأشهر الماضية كانت نتيجة للتشاور مع المجتمع المدني السوري في الداخل والخارج.

تحديات المرحلة الحالية

ناقش الشيباني التحديات المتعددة التي تواجه الحكومة الجديدة، التي تشمل تحديات محلية وأخرى خارجية.

على الصعيد السياسي، أشار إلى أن العلاقات التي بناها النظام السابق مع دول الجوار والعالم كانت غير جيدة، وهو ما يتطلب تحسين العلاقات الخارجية لسوريا في الفترة القادمة. 

أما من الناحية الاقتصادية، فقد تطرق الشيباني إلى العقوبات المفروضة على سوريا والتي تؤثر بشكل مباشر على المواطن السوري، مؤكدًا على ضرورة رفع هذه العقوبات.

وأوضح أن الحكومة الانتقالية استطاعت أن توقف “الفساد المنظم”، مما أدى إلى تحسن سعر صرف الليرة السورية.

وفيما يخص الوضع الأمني، أكد الشيباني أن سوريا شهدت استقرارًا ملحوظًا، مشيرًا إلى أن الزيارات المستمرة للوفود إلى دمشق تعد دليلًا على تحسن الأوضاع.

علاقات سوريا الخارجية

تحدث الشيباني عن تطور العلاقات السورية مع دول الجوار مثل الأردن ولبنان والعراق، كاشفًا عن تلقيه دعوة رسمية لزيارة بغداد قريبًا.

وذكر أن العلاقات مع الأردن أصبحت أكثر تميزًا بعد القضاء على التهديدات الأمنية، وأن العلاقة مع لبنان تقوم على احترام سيادتها، بينما وصف العلاقة مع العراق بأنها ودية.

أما بشأن العلاقات مع روسيا وإيران، فقد أشار الشيباني إلى أن التحدي الأكبر يكمن في إرث الدعم الذي قدمه النظام السابق، وأكد أن المرحلة القادمة تتطلب سياسة واضحة في التعامل مع هذه الملفات بما يخدم مصلحة الشعب السوري.

لقاءات القمة

على هامش القمة، التقى الشيباني في 11 فبراير بعدد من رجال الأعمال السوريين المقيمين في الإمارات العربية المتحدة، حيث تم بحث الفرص الاستثمارية في سوريا.

كما تناول اللقاء مختلف المجالات الاقتصادية والأولويات التنموية، مع التركيز على تشجيع الاستثمار في إطار جهود إعادة إعمار البلاد.

من جهة أخرى، التقى الشيباني بوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، حيث تم مناقشة الأوضاع في سوريا والتطورات الإقليمية.

وقد أكد ابن زايد دعم الإمارات لاستقلال سوريا وتحقيق الأمن والاستقرار، مشددًا على أهمية البناء والتنمية لضمان "مستقبل مزدهر".

القمة العالمية للحكومات

انطلقت أعمال "القمة العالمية للحكومات 2025" في دبي يوم 11 فبراير بحضور نائب حاكم دبي، حمدان بن محمد بن راشد.

تشهد القمة حضور أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى 140 وفدًا حكوميًا و400 وزير، وأكثر من 6000 مشارك، وأكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية ومؤسسة عالمية، ورؤساء تنفيذيين لشركات عالمية. 

تركز القمة على ستة محاور رئيسية: الحوكمة الفعالة والمسؤولية، الاقتصاد العالمي وتمويل المستقبل، مرونة المدن ومواجهة الأزمات المناخية، مستقبل البشرية وتطوير القدرات، تحولات الصحة العالمية، والآفاق المستقبلية للتوجهات الناشئة.