عقد قادة اللواء الثامن اجتماعًا مهمًا مع وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، لبحث آليات مشاركة اللواء في هيكلة وزارة الدفاع، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار الأمني والعسكري وتوحيد الجهود تحت مظلة الجيش الوطني السوري.
نحو جيش وطني موحد
أكد المجتمعون أن هذه الخطوة تمثل تحولًا جوهريًا نحو بناء جيش وطني متماسك يحمي سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وقد حضر الاجتماع القياديان في اللواء الثامن، نسيم أبو عرة وعلي باش، إلى جانب مسؤولين عسكريين من الوزارة.
تحول في موقف اللواء الثامن
يعد هذا الاجتماع نقطة تحول مهمة، خاصة بعد الجدل الذي أثير حول موقف اللواء من الاندماج مع وزارة الدفاع.
وكان اللواء قد نفى سابقًا صحة الادعاءات التي تحدثت عن رفضه الاندماج، مؤكدًا التزامه بوحدة سوريا ومبادئ الثورة.
ونقلت مصادر خاصة لشبكة "شام" أن وزير الدفاع مرهف أبو قصرة أوضح خلال الاجتماع أن تصريحاته السابقة لصحيفة "واشنطن بوست" فُهمت بشكل خاطئ، وأنه لم يصرح بأن اللواء الثامن يرفض الاندماج، مشيرًا إلى أن بعض ما ورد في التقرير الإعلامي لم يكن دقيقًا.
خطة متكاملة لدمج اللواء
بحسب المصادر، فإن الاجتماع يمهد لعقد لقاءات أخرى خلال الأيام القادمة مع الضباط وقادة المجموعات لرسم خطة متكاملة لدمج كوادر وعناصر اللواء ضمن وزارة الدفاع وفق آلية متفق عليها، بما يضمن تحقيق الانسجام والفعالية في المؤسسة العسكرية الجديدة.
التأكيد على دعم وحدة سوريا
في وقت سابق، ظهر القيادي في اللواء الثامن، نسيم أبو عرة، في تسجيل مصور أكد فيه أن أبناء الجنوب كانوا من أوائل المطالبين بإنشاء وزارة دفاع وطنية تعمل وفق قواعد عسكرية منضبطة، تضمن تمثيل جميع مكونات سوريا دون إقصاء، مع الاستفادة من خبرات الضباط والثوار.
كما شدد على أن التعاون المستمر بين إدارة العمليات العسكرية وفصائل الجنوب خلال السنوات الأخيرة كان له دور أساسي في مواجهة النظام السابق، وهو ما أكده أيضًا رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع.
مرحلة جديدة من التنسيق العسكري
يعكس هذا الاجتماع بين اللواء الثامن ووزارة الدفاع توجهًا واضحًا نحو التعاون العسكري المنظم، ويفند الادعاءات التي تحدثت عن رفض اللواء للاندماج.
ومن المتوقع أن يكون لهذا الاتفاق تأثير كبير على إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية في سوريا، بما يسهم في بناء جيش موحد قادر على حماية البلاد وتعزيز وحدة الصف الوطني.
رفض الاستقطاب والتهميش
أكد اللواء الثامن في بيانه الرسمي على رفضه لأي مشاريع داخلية أو خارجية تهدف إلى تقويض مكتسبات الثورة السورية أو الالتفاف على تضحيات الشعب السوري.
كما شدد على أن أبناء الجنوب، الذين كانوا في طليعة المدافعين عن وحدة سوريا منذ الأيام الأولى للثورة، سيواصلون العمل من أجل تحقيق الاستقرار ورفض أي شكل من أشكال الاستقطاب أو التهميش.
نحو مستقبل عسكري أكثر تنظيمًا
يأتي هذا التقارب بين اللواء الثامن ووزارة الدفاع في إطار توجه أوسع نحو توحيد الفصائل العسكرية تحت مظلة وطنية شاملة، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العمل العسكري المنظم، وفق أسس القانون والعدالة، لضمان إنشاء جيش وطني قوي قادر على حماية البلاد وتحقيق تطلعات السوريين في الاستقرار والأمن.