استبعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إمكانية ترحيل الأمير البريطاني هاري من الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك بوست".
وأوضح ترامب للصحيفة قائلاً: "لا أريد القيام بذلك. سأتركه وشأنه، فهو يواجه ما يكفي من المشاكل مع زوجته، وهي فظيعة".
وفي 18 يناير، أشار نيال غاردينر، مدير مركز "مارغريت تاتشر" إلى أن ترامب قد يتخذ قراراً بترحيل الأمير هاري في الأشهر القادمة.
وكان الأمير هاري قد أصبح أحد الشخصيات التي تواجه تهديداً بالترحيل بعد أن تم التلميح إلى إمكانية الكشف عن سجلات طلب إقامته في الولايات المتحدة.
حيث عقدت محكمة في واشنطن جلسة استماع في قضية تتعلق بادعاءاته بعدم ذكر تعاطيه المخدرات في طلب إقامته، وهي أول قضية من نوعها منذ تولي ترامب الرئاسة.
القاضي كارل نيكولز، الذي أشرف على القضية التي استمرت لمدة عامين، أشار إلى أنه منفتح على إمكانية الكشف عن جزء من الأدلة السرية المقدمة من الحكومة الأمريكية.
وقال إنه يرغب في الكشف عن أكبر قدر ممكن من المعلومات لمعرفة كيفية وصول الأمير هاري إلى الولايات المتحدة.
وكانت مؤسسة Heritage Foundation قد رفعت دعوى ضد وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، مطالبة بالحصول على وثائق تأشيرة الأمير هاري، وذلك للتحقق مما إذا كان قد ذكر تعاطيه للمخدرات في طلب إقامته.
وكان الأمير قد نشر في كتابه "Spare" في عام 2023 أنه جرب الكوكايين وبعض المواد المخدرة الأخرى، مما كان يستوجب عليه ذكره في استمارة طلب تأشيرته قبل انتقاله إلى كاليفورنيا مع زوجته ميغان ماركل في 2020.
ورغم أن الأمير البالغ من العمر 40 عامًا قد يكون أخفى هذه المعلومات في طلبه، فإن إدارة الرئيس بايدن رفضت تسليم الوثائق، ما أشار إليه تقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية.
وحذر القاضي من أنه إذا لم يذكر الأمير تعاطيه للمخدرات في طلبه، فقد يواجه عقوبة الترحيل.
أعرب القاضي عن تفضيله "للإفصاح الكامل طالما أنه لا ينتهك خصوصية الأمير"، وطالب وزارة الأمن الداخلي بمواصلة طلب تحرير الوثائق مع الحجب عند الضرورة.
من جهته، أشار المحامي جون باردو، الذي يمثل الوزارة، إلى أن الوثائق تحتوي على معلومات محمية يجب الحفاظ على سرية بعضها.
نظراً لأن ترامب يمتلك السلطة لإصدار أوامر بالإفراج عن الوثائق، فقد دعا غاردينر، مدير "مركز مارغريت تاتشر للحرية"، إلى ضرورة تعزيز الشفافية، مشيرًا إلى أن الجمهور الأمريكي يستحق معرفة ما إذا كان الأمير قد قدم معلومات كاذبة في طلبه وما إذا كان قد تلقى معاملة تفضيلية.
يذكر أن ترامب سبق أن صرح خلال حملته الانتخابية بأنه سيفكر في ترحيل هاري إذا تبين أنه كذب في طلبه، معربًا عن استعداده لمواجهة هذا الأمر إذا كان الأمر بيده.
وفي سياق متصل، أبدى غاردينر ثقته في أنه إذا ثبت أن الأمير قد كذب في طلبه للهجرة، وهو ما يعد جريمة جنائية، فقد يتعرض للترحيل.
ولكن الخبراء أشاروا إلى أن القضية قد تعتمد على نوع تأشيرته، فوجوده في الولايات المتحدة بتأشيرة "A-1" الخاصة برؤساء الدول أو بتأشيرة "البطاقة الخضراء" قد يوفر له سبل قانونية للطعن في قرار الترحيل.