في ظل المرحلة الانتقالية التي قادها الرئيس السوري أحمد الشرع، اعتمد بشكل كبير على مجموعة من الشخصيات البارزة لدعمه في تثبيت حكمه وإدارة البلاد، وكان من بين هؤلاء وزير الخارجية أسعد الشيباني ورئيس الاستخبارات أنس خطاب.
كما انتقل مع الشرع عدد من الشخصيات القيادية من إدلب إلى دمشق، ومن بينهم عبد الرحمن سلامة، المعروف بـ "أبو إبراهيم"، الذي تولى قيادة "جبهة النصرة" في قطاع مدينة حلب شمالي سوريا، ليصبح لاحقاً أحد أبرز الأذرع الاقتصادية لهذه الجماعة.
رافق سلامة الرئيس الشرع في رحلاته إلى السعودية وتركيا، وظهر في عدة مناسبات في القصر الجمهوري، ما يعكس دوره المؤثر في الإدارة الجديدة.
ورغم أنه شخصية مثيرة للجدل، فإن معلوماته الشخصية نادرة على الإنترنت، نظراً لكونه منخرطًا في النشاط "الجهادي" وقلة ظهوره الإعلامي رغم المناصب القيادية التي شغلها.
ينحدر عبد الرحمن سلامة من مدينة عندان في ريف حلب الشمالي. بدأ عمله قبل الثورة في مقلع للحجر شريكًا مع عائلة من نفس المنطقة، قبل أن يتحول للعمل المسلح مع بداية الأحداث في 2011.
ويُعرف عن عائلته معارضتها لنظام الأسد، حيث برز منها عبد العزيز سلامة (حجي عندان)، قائد "لواء التوحيد" وأحد أبرز قادة "الجيش الحر" قبل أن يتولى قيادة "الجبهة الشامية".
كان سلامة أميرًا في "جبهة النصرة" التي تحولت لاحقًا إلى "هيئة تحرير الشام"، ثم قاد بعد خروجه من حلب "لواء عمر بن الخطاب"، وكان له دور كبير في الجانب الأمني داخل الهيئة.
عرف عن "أبو إبراهيم" التزامه الديني وتعاملاته الهادئة مع محيطه، كما قاد مجموعة مسلحة في ريف حلب ضد النظام السوري. ورغم تعرضه لمحاولات اغتيال عدة، إلا أنه نجا منها.
إلى جانب دوره العسكري، يُعتبر سلامة أحد أبرز الشخصيات الاقتصادية في "هيئة تحرير الشام"، حيث يدير العديد من المشاريع الاستثمارية في شمال سوريا، بما في ذلك شركة "الراقي" للإنشاءات التي تم تنفيذها عبر مشاريع سكنية وخدمية في إدلب.
وعُرفت الشركة بأنها كانت تحتكر السوق الاستثماري في إدلب، حيث طغت على منافسيها في الحصول على مناقصات شق الطرق وتنفيذ مشاريع إعمار سكنية تتبع لمنظمات دولية، مثل "آفاد" التركية.
تستمر شخصية عبد الرحمن سلامة في إثارة الجدل، حيث يظل غامضًا على مستوى الإعلام والسياسة رغم الدور البارز الذي يلعبه في مجالات عديدة داخل "هيئة تحرير الشام".