كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن وثائق سرية تُظهر كيف عجز جهاز الاستخبارات السوري عن فهم تطورات الأحداث والتعامل مع التقدم السريع لقوات المعارضة، مما أدى إلى سقوط النظام بشكل مفاجئ.
تحليل استخباراتي متأخر بعد هزيمة حلب
بحسب الصحيفة، تضمنت إحدى الوثائق تقريرًا من خمس صفحات وُزّع على ضباط الاستخبارات العسكرية في دمشق بعد أيام من انهيار الجيش السوري في حلب.
وأشارت المعلومات إلى أن القوات النخبوية التي أُرسلت لتعزيز الدفاعات انسحبت بشكل فوضوي، تاركة وراءها معدات عسكرية وأسلحة، مما أدى إلى تفكك الجبهة بشكل سريع.
حالة من الذعر رغم التصريحات الرسمية
تم العثور على آلاف الوثائق السرية في أحد المباني في ديسمبر، حيث توثق هذه المستندات تدهور النظام الذي حكم سوريا لعقود.
وعلى الرغم من محاولة المسؤولين إظهار موقف قوي في التصريحات العلنية، إلا أن الاتصالات الداخلية عكست حالة من القلق المتزايد بين القوات الموالية للنظام.
تحذيرات استخباراتية ومخاوف من اختراق المعارضة
إحدى الوثائق المسربة حذرت من أن مقاتلي المعارضة قد يتنكرون بزي قوات النظام ويحملون صور بشار الأسد للتمويه، مما يعكس القلق المتزايد داخل الأجهزة الأمنية.
كما أشارت التقارير إلى مخاوف من تنسيق بين جماعات المعارضة في الشمال وخلايا نائمة في الجنوب ومحيط دمشق، وهو ما دفع الاستخبارات إلى تعزيز المراقبة ورفع مستوى التأهب الأمني.
محاولات تكتيكية فاشلة
مع تصاعد الضغط العسكري، اقترحت بعض التقارير شن هجوم مباغت على مواقع هيئة تحرير الشام في إدلب لتخفيف الضغط على جبهات أخرى مثل حماة، لكن لم يتم تنفيذ هذه الخطوة، مما فاقم الوضع العسكري للنظام.
تركيز أمني على دمشق مع اقتراب السقوط
مع استمرار تقدم المعارضة، تحول اهتمام الاستخبارات إلى حماية العاصمة، حيث راقبت تحركات النازحين القادمين من مناطق المعارضة خوفًا من تسلل خلايا مسلحة إلى ضواحي دمشق.
كما كشفت التقارير عن أوامر صادرة من هيئة تحرير الشام لعناصرها في ريف دمشق بالاستعداد لعمليات عسكرية.
معلومات استخباراتية عن تحركات أمريكية
في خمسة ديسمبر، أبلغ مخبر تابع للمعارضة المدعومة أمريكيًا، متمركز قرب الحدود الأردنية، الاستخبارات السورية بأن الولايات المتحدة أمرتهم بالتقدم باتجاه ريف درعا الشرقي ومدينة تدمر، مما زاد من مخاوف النظام بشأن تحركات عسكرية مدعومة خارجيًا.
الساعات الأخيرة قبل انهيار النظام
مع اقتراب قوات المعارضة من دمشق، بدأت الاستخبارات بتلقي تقارير متسارعة عن تحركات المقاتلين، حيث كشفت مصادر عن تمركز قوات في مواقع استراتيجية مثل المزارع والكهوف لاستخدامها كمقرات عمليات.
وعشية سقوط النظام، توقعت إحدى الوثائق وصول المعارضة إلى ضواحي العاصمة خلال يومين والاستيلاء على سجن صيدنايا. وعلى الرغم من أن التقديرات الزمنية لم تكن دقيقة، إلا أن هذا السيناريو تحقق لاحقًا عندما اقتحمت قوات المعارضة السجن وأطلقت سراح المعتقلين بعد ساعات من فرار بشار الأسد.
اللحظات الأخيرة في التقارير الاستخباراتية
بحسب وول ستريت جورنال، حاول ضباط الاستخبارات التمسك بالنظام حتى اللحظة الأخيرة، حيث أظهرت آخر الوثائق المسربة عبارة تعكس مدى اليأس الذي وصل إليه الجهاز الأمني وهي للمراجعة والقيام بما يلزم.