صرّح وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في مقابلة صحفية أن التطورات الأخيرة في سوريا تمثل فرصة جديدة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية تراقب عن كثب مسار الأوضاع لمعرفة الاتجاهات القادمة.
وأوضح روبيو أن المشهد السوري تغيّر جذريًا بعد سقوط نظام الأسد، معتبرًا أن القيادة الجديدة في سوريا لا تضم بالضرورة شخصيات يمكن أن تجتاز إجراءات التدقيق الأمني التي يعتمدها مكتب التحقيقات الفيدرالي، لكنه شدد على أن أي فرصة لإرساء بيئة أكثر استقرارًا مما كان عليه الوضع في ظل سيطرة إيران وروسيا ونشاط تنظيم داعش، تستحق المتابعة لمعرفة مدى إمكانية تحقيق تحول إيجابي في البلاد.
وأشار الوزير الأميركي إلى أن استقرار سوريا ولبنان وتراجع نفوذ حزب الله، الذي كان يخدم المصالح الإيرانية، قد يغيّر موازين القوى في المنطقة، مما قد يفتح المجال أمام تفاهمات إقليمية كبيرة، مثل الاتفاق المحتمل بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، والذي قد يعيد رسم خريطة التحالفات في الشرق الأوسط.
وأكد روبيو أن الوضع لا يزال معقدًا، لكن هناك فرصًا جديدة لم تكن متاحة قبل أشهر، مما يتطلب مراقبة دقيقة من قبل واشنطن وحلفائها لضمان تطورات تصب في مصلحة الاستقرار الإقليمي.
وفي هذا السياق، أجرى روبيو اتصالًا مع نظيره التركي، هاكان فيدان، بحثا خلاله أهمية تنفيذ عملية انتقال سياسي شاملة في سوريا، مع التشديد على ضرورة منع تحول البلاد إلى ملاذ للجماعات الإرهابية أو ساحة لصراع القوى الإقليمية والدولية.
كما ناقش مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، المخاطر المحتملة التي قد تشكلها سوريا على استقرار دول الجوار، وضرورة اتخاذ خطوات لضمان عدم تحولها إلى مصدر تهديد أمني للمنطقة.
من جهته، هنّأ قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، الرئيس الأميركي السابع والأربعين، دونالد ترامب، بمناسبة توليه منصبه، معتبرًا أن انتخابه يعكس ثقة الشعب الأميركي في قيادته.
وأكد الشرع أن تنصيب ترامب يمثل خطوة هامة نحو استعادة الاستقرار في المنطقة، بعد سنوات من الصراع الذي شهدته سوريا.
وأشار إلى أن بلاده تتطلع إلى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة على أساس الحوار والتفاهم المشترك، معربًا عن أمله في أن تؤدي هذه المرحلة إلى شراكة قوية بين الجانبين تسهم في تحسين الأوضاع الإقليمية، وبناء مستقبل أكثر استقرارًا لشعوب المنطقة.