في مقال جديد، تحدثت الخبيرة في مجال الطاقة، Serene Hamsho، عن أزمة الكهرباء في سوريا وسبل حلها باستخدام الطاقة البديلة.
في زيارتها الأخيرة إلى دمشق، كانت الزيارة تهدف إلى لقاء الحكومة الجديدة لفهم أبعاد المشكلة وتقديم الخبرات الأجنبية في هذا المجال.
تقول Hamsho: "كنا مجموعة من الخبراء الأمريكيين السوريين، وقمنا بزيارة عدد من المؤسسات الحكومية، بما في ذلك وزارة الكهرباء ووزارة الاقتصاد والصناعة ووزارة الخارجية، واختتمنا زياراتنا بمؤتمر مغلق ضم حوالي 300 من المستثمرين والمهندسين السوريين المختصين في مجال الطاقة البديلة".
وتابعت الخبيرة أن الحوار مع المسؤولين السوريين تطرق إلى التحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في سوريا. أبرز هذه التحديات تشمل:
1. البنية التحتية المتهالكة: فالشبكات الكهربائية كانت ضعيفة أصلاً قبل عام 2011، ومع تدمير 4 محطات رئيسية خلال الصراع، تفاقمت الأزمة بشكل أكبر.
2. العقوبات الدولية: التي عطلت قدرة الحكومة على صيانة محطات توليد الكهرباء، حيث أن قطع الغيار المستوردة من الخارج أصبحت مفقودة بسبب العقوبات المفروضة.
3. السرقات والتخريب: بما في ذلك سرقة خطوط الكهرباء والحوامل، فضلاً عن نهب محطات الكهرباء.
4. نقص البيانات الدقيقة: حيث تواجه الحكومة صعوبة في معرفة احتياجات الفرد والأسرة من الكهرباء بسبب التغيرات الديموغرافية والهجرة.
5. التكلفة المرتفعة: حيث تواجه الحكومة صعوبة في تمويل إصلاحات أو توسيع الشبكة الكهربائية بسبب نقص الأموال.
خطط الحكومة السورية لحل أزمة الكهرباء:
وتطرقت Hamsho إلى الخطط التي وضعتها وزارة الكهرباء لتحسين الوضع، حيث تشمل خطة طوارئ لإمدادات الكهرباء من الدول المجاورة، بالإضافة إلى خطط متوسطة وطويلة الأمد لإصلاح الشبكات وبناء محطات توليد جديدة.
ومن المتوقع أن يتم تحسين ساعات الكهرباء تدريجياً لتصل إلى 4 ساعات يومياً قبل الصيف و8 ساعات يومياً بنهاية العام.
مشاريع الطاقة البديلة:
من جانب آخر، ناقشت الخبيرة المشاريع المستقبلية للطاقة البديلة في سوريا.
وأشارت إلى أن سوريا تتمتع بظروف ملائمة للطاقة الشمسية، حيث تشهد البلاد 300 يوم مشمس في السنة، مما يجعلها سوقاً واعدة لهذه المشاريع.
أما بالنسبة لطاقة الرياح، فقد أظهرت البيانات الأولية وجود مواقع مثالية في سوريا لتوليد الكهرباء من الرياح، يمكن أن توفر نحو 2 جيجاوات من الطاقة، تكفي لتوليد الكهرباء لـ700 ألف منزل.
وأضافت أن تطوير مشاريع الرياح يتطلب استثمارات كبيرة من القطاع الخاص أو الحكومات الأجنبية.
ومع ذلك، تبقى التحديات الأساسية هي ضمانات الاستثمار والتشجيع الحكومي على دخول المستثمرين في هذا المجال، حيث تتطلب المشاريع الكبيرة ضمانات طويلة الأمد لاستمرار العوائد.
التحديات المستقبلية:
وأضافت Hamsho أن الحكومة السورية بحاجة إلى وضع سياسات واضحة ومحددة بشأن استثمارات الطاقة البديلة، بما في ذلك مسألة الضمانات الاستثمارية والتعريفات الكهربائية.
إلا أن العقوبات الأمريكية تظل العائق الرئيسي الذي يمنع الشركات الأجنبية من دخول السوق السورية.
وأشارت إلى أن المعارضة السورية في الولايات المتحدة تؤثر في السياسة الأمريكية، مما يجعل من رفع العقوبات أمراً غير مؤكد في الوقت الراهن، ولكنها تأمل أن تشهد الفترة المقبلة تحسناً في هذا المجال.