الذهب التركي يغـ.ـزو الأسواق السورية: تهـد.يـد للصناعة المحلية أم فـرصـة للتنـوع؟

مع بدء عودة أعداد كبيرة من السوريين من تركيا بعد سنوات من اللجوء، يُثار تساؤل حول مستقبل الذهب التركي في الأسواق السورية. هل سيُعتبر منافساً قوياً للذهب السوري أم ستظهر تحديات تتعلق بعياره المختلف وشكله؟  

الفروقات بين الذهب السوري والتركي  

تتميز الأسواق التركية باستخدام الذهب عيار 22 قيراطاً، والذي يُعرف بلونه الفاتح، في حين يفضّل السوريون الذهب عيار 21 قيراطاً الذي يميل لونه إلى الحمرة.

خلال السنوات الماضية، كانت هذه الاختلافات عقبة أمام التعامل مع الذهب السوري في تركيا، حيث أبدى الصاغة الأتراك تحفظاً على شرائه رغم سعره الأرخص بنسبة 5% مقارنة بالذهب التركي.  

توقعات دخول الذهب التركي إلى سوريا  

مع عودة نحو 4 ملايين سوري من تركيا، من المتوقع أن تدخل كميات كبيرة من الذهب التركي إلى الأسواق السورية سواء عبر التجارة أو كمدخرات شخصية.

ومع ذلك، يُثار تساؤل حول استعداد الصاغة السوريين للتعامل مع هذا الذهب، خاصة أنه غير مألوف في السوق المحلي من حيث العيار والشكل.  

آراء الصاغة السوريين  

في سوق الحريقة الشهير وسط دمشق، أكد عدد من الصاغة أن المشكلة قد تكون محدودة.  

- الصائغ محمد السلوم: يرى أن الذهب التركي قد يجد قبولاً لدى الزبائن بسبب تصاميمه المختلفة، لكن يُتوقع أن يُفضل السوريون الذهب المحلي لسهولة بيعه وتداوله. وأشار إلى إمكانية إدراج سعر خاص للذهب التركي في السوق.  

- الصائغ محمد النجار: يؤكد أن التعامل مع الذهب التركي سيكون بالتراضي بين البائع والمشتري، مع تحديد سعر يتناسب مع عياره.  

- الصائغ إلياس شلهوب: يشير إلى أن الذهب التركي قد يُعامل كسعر عيار 21 قيراطاً مع احتمالية تخفيض قيمته قليلاً.  

دور نقابة الصاغة في تنظيم السوق  

فادي صحناوي، المسؤول عن مكتب الدمغة بنقابة الصاغة في دمشق وريفها، أكد أن السوق السوري مرن وقادر على استيعاب جميع أنواع الذهب.

وأوضح أن أي ذهب مستورد يجب أن يخضع لعملية معايرة ودمغ من قبل النقابة قبل طرحه للبيع.  

طرق التعامل مع الذهب التركي  

- المعايرة والتصديق: يُلزم الصاغة بمعايرة الذهب المستورد والتأكد من عياره قبل الشراء.  

- إعادة التصنيع: يمكن للصاغة تذويب الذهب التركي وإعادة تصنيعه ليتماشى مع العيارات المفضلة في السوق المحلي.  

- دمغ القطع: إذا كانت القطعة صالحة للبيع، يتم دمغها من قبل النقابة وإعادة طرحها في السوق.  

توقعات السوق  

على الرغم من اختلاف عيار الذهب التركي عن العيارات المألوفة في سوريا، يُتوقع أن يكون له حضور في السوق بفضل تنوع تصاميمه وجودته. ومع التعاون بين الصاغة والنقابة، يمكن تجاوز التحديات وتحقيق توازن بين العرض والطلب.  

المصدر: الجزيرة